نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (4)

ولما كان هذا أمراً باهراً ، عظمه بقوله على وجه الاستثمار{[65272]} من قدرته : { ذلك } أي الأمر العظيم الرتبة من تفضيل الرسول وقومه وجعلهم متبوعين بعد أن كان العرب أتباعاً لا وزن لهم عند غيرهم من الطوائف { فضل الله } أي الذي له جميع صفات الكمال ، والفضل ما لم يكن مستحقاً بخلاف الفرض { يؤتيه من يشاء } بحوله وقوته بأن يهيئه له ولو كان أبعد الناس منه { والله } أي الملك الأعظم { ذو الفضل } ولما كانت " آل " دالة على الكمال دل على ذلك بقوله : { العظيم * } أي الذي يحقر دونه كل عطاء من غيره .


[65272]:- من ظ وم، وفي الأصل: الاستمار.