في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

( رفع سمكها فسواها ) . . وسمك كل شيء قامته وارتفاعه . والسماء مرفوعة في تناسق وتماسك . وهذه هي التسوية : ( فسواها ) . . والنظرة المجردة والملاحظة العادية تشهد بهذا التناسق المطلق . والمعرفة بحقيقة القوانين التي تمسك بهذه الخلائق الهائلة وتنسق بين حركاتها وآثارها وتأثراتها ، توسع من معنى هذا التعبير ، وتزيد في مساحة هذه الحقيقة الهائلة ، التي لم يدرك الناس بعلومهم إلا أطرافا منها ، وقفوا تجاهها مبهورين ، تغمرهم الدهشة ، وتأخذهم الروعة ، ويعجزون عن تعليلها بغير افتراض قوة كبرى مدبرة مقدرة ، ولو لم يكونوا من المؤمنين بدين من الأديان إطلاقا !

/خ33

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

دلائل القدرة

{ أأنتم أشدّ خلقا أم السماء بناها 27 رفع سمكها فسوّاها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحاها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32 متاعا لكم ولأنعمكم 33 }

المفردات :

رفع سمكها : جعل ثخنها مرتفعا نحو العلوّ .

فسوّاها : فجعلها مستوية الخلق بلا عيب .

التفسير :

27 ، 28- أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها* رفع سمكها فسوّاها .

كانوا يستكثرون البعث بعد الموت والبلى ، وهنا يواجه القرآن الخلق أجمعين بأدلة القدرة والإحكام ، فالله تعالى خلق هذا الكون منذ بلايين السنين ، وتركه فترة مناسبة ليكون صالحا لحياة الإنسان عليه .

وهنا يوجّه هذا السؤال ، والمقصود به التحدّي : هل خلق الإنسان البسيط أكبر وأعقد أم خلق السماء العالية التي أوجدها الله القادر مرفوعة البناء ، بعيدة الفناء ، مستوية الأرجاء ، مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء ؟

فسوّاها . بوضع كل جرم في موضعه حسبما اقتضته الحكمة ، وجعل السماء مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

رفع سَمكها فسوّاها : خلقها بأحسن نظام .

لقد رفع صانعُها أجرامها فوق رؤوسنا ووضعَ كل جرمٍ في وضعه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

{ رَفَعَ سَمْكَهَا } أي : جرمها وصورتها ، { فَسَوَّاهَا } بإحكام وإتقان يحير العقول ، ويذهل الألباب ،

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

{ رفع سمكها } سقفها { فسواها } بلا شقوق ولا فطور

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

" رفع سمكها " أي أعلى سقفها في الهواء ؛ يقال : سمكت الشيء أي رفعته في الهواء ، وسمك الشيء سموكا : ارتفع . وقال الفراء : كل شيء حمل شيئا من البناء وغيره فهو سمك . وبناء مسموك وسنام سامك تامك أي عال ، والمسموكات{[15784]} : السموات . ويقال : أسمك في الديم ، أي أصعد في الدرجة . " فسواها " أي خلقها خلقا مستويا ، لا تفاوت فيه ، ولا شقوق ، ولا فطور .


[15784]:الذي في اللغة المسمكات كمكرمات وورد كذلك في الخبر. وصحح التاج أن المسموكات لغة لا لحن، وبها ورد الخبر عن طريق آخر.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

ثم بين البناء بقوله : { رفع سمكها } أي-{[71511]} جعل مقدار ارتفاعها من الأرض أو سمتها الذاهب في العلو رفيعاً ، قال في القاموس : السمك السقف ، أو من أعلى البيت إلى أسفله ، أو القامة من كل شيء{[71512]} ، وقال أبو حيان{[71513]} : السمك الارتفاع الذي بين سطح السماء الذي {[71514]}يلينا وسطحها{[71515]} الذي يلي ما فوقها : { فسواها * } أي عدلها عقب ذلك بأن جعلها مستوية لا شيء فيها أعلى من شيء ولا أخفض ولا فطور فيها ، وأصلحها بما تم به كمالها من الكواكب وغيرها ، وجعل مقدار تخن كل سماء وما بين كل سمائين وتخن كل أرض وما بين كل أرضين على السواء لا يزيد شيء من ذلك على الآخر أصلاً .


[71511]:زيد من ظ و م.
[71512]:زيد في الأصل: والله أعلم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71513]:في البحر المحيط8/422.
[71514]:من م والبحر، وفي الأصل: بيتا أو السطح، وفي ظ: يلينا أو السطح.
[71515]:من م والبحر، وفي الأصل: بيتا أو السطح، وفي ظ: يلينا أو السطح.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

قوله : { رفع سمكها } سمك الشيء أي ارتفع . وسمك البيت أي سقفه {[4751]} والمعنى : جعل السماء عالية كالسقف الرفيع .

قوله : { فسوّاها } جعلها مستوية معتدلة لا عوج فيها ولا تفاوت ولا فطور .


[4751]:مختار الصحاح ص 314.