في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ} (6)

1

واستطرادا مع إيقاع الحق الثابت المستقر الراسي الشامخ - وفي الطريق إلى مناقشة اعتراضهم على حقيقة البعث - يعرض بعض مظاهر الحق في بناء الكون ؛ فيوجه أنظارهم إلى السماء وإلى الأرض وإلى الرواسي ، وإلى الماء النازل من السماء ، وإلى النخل الباسقات ، وإلى الجنات والنبات . في تعبير يتناسق مع صفة الحق الثابت الراسي . . الجميل . .

( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ? وما لها من فروج ) . .

إن هذه السماء صفحة من كتاب الكون تنطق بالحق الذي فارقوه . أفلم ينظروا إلى ما فيها من تشامخ وثبات واستقرار ? وإلى ما فيها بعد ذلك من زينة وجمال وبراءة من الخلل والاضطراب ! إن الثبات والكمال والجمال هي صفة السماء التي تتناسق مع السياق هنا . مع الحق وما فيه من ثبات وكمال وجمال . ومن ثم تجيء صفة البناء وصفة الزينة وصفة الخلو من الثقوب والفروج .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ} (6)

6

المفردات :

بنيناها : أحكمنا بناءها ، فجعلناها بغير عمد .

وزيناها : بالكواكب على أبدع نظام ، وأكمل إحكام .

فروج : شقوق .

التفسير :

6- { أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج } .

أفلم ينظر هؤلاء الكفار بأم أعينهم إلى السماء فوقهم ، وهي قبة مترامية الأطراف ، لا تعتمد على أعمدة ليتأملوا في هذه القبة الزرقاء ، { كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج } .

كيف أحكمنا بناءها ، ورفعنا بنيانها بدون عمد يرونها ، وزيناها بالنجوم ، كالثريا التي تزين المنازل ، ولم نجعل في السماء شقوقا ولا عيوبا ولا تصدعا .

{ فروج } . جمع فرج ، وهو الشق بين الشيئين ، والمراد : سلامتها من كل عيب وخلل .

كما قال سبحانه وتعالى : { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ } . ( الملك : 3 ، 4 ) .

أي : لن تجد في السماء عيبا ولا تشققا ولا تصدعا ولا خللا ، ومهما بحثت عن عيب وكررت النظر مرارا ، فسينقلب البصر كليلا متعبا ، بعد لَأْي وجهد لأنه لم يجد أي عيب في السماء ، وقد جعل الله النجوم في السماء لثلاثة أهداف :

الأول : أنها زينة للسماء .

الثاني : أنها هداية للسائرين في الصحراء والبحار ، ليعرفوا بها الجهات الأربع الأصلية ، ومن ثم يهتدون إلى الطريق الذي يسلكونه .

الثالث : أنها رجوم وشهب وتصيب الشياطين ، الذين يحاولون استراق السمع من السماء .

قال تعالى : { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ( 6 ) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ( 7 ) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ( 8 ) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ( 9 ) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ( 10 ) } ( الصافات : 6- 10 ) .

وقال سبحانه وتعالى : { وعلامات وبالنجم هم يهتدون } . ( النحل : 16 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ} (6)

ما لها من فروج : ليس فيها شقوق .

ثم وجّه أنظارهم إلى دليلٍ يدحض كلامهم لو فكروا فيه : ألم ينظُروا إلى السماء وكيف زيَّنَها بالكواكب وليس فيها شقوق .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ} (6)

{ 6-11 } { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ }

لما ذكر تعالى حالة المكذبين ، وما ذمهم به ، دعاهم إلى النظر في آياته{[813]}  الأفقية ، كي يعتبروا ، ويستدلوا بها ، على ما جعلت أدلة عليه فقال : { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ } أي : لا يحتاج ذلك النظر إلى كلفة وشد رحل ، بل هو في غاية السهولة ، فينظرون { كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } قبة مستوية الأرجاء ، ثابتة البناء ، مزينة بالنجوم الخنس ، والجوار الكنس ، التي ضربت من الأفق إلى الأفق في غاية الحسن والملاحة ، لا ترى فيها عيبًا ، ولا فروجًا ، ولا خلالًا ، ولا إخلالاً .

قد جعلها الله سقفًا لأهل الأرض ، وأودع فيها من مصالحهم الضرورية ما أودع .


[813]:- كذا في ب: وفي أ: آيات الله. .
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ} (6)

ثم دلهم على قدرته فقال { أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج } شقوق

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ} (6)

قوله تعالى : " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم " نظر اعتبار وتفكر ، وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة . " كيف بنيناها " فرفعناها بلا عمد " وزيناها " بالنجوم " وما لها من فروج " جمع فرج وهو الشق ، ومنه قول امرىء القيس :

تَسُدُّ به فرجَهَا من دُبُرْ{[14149]}

وقال الكسائي : ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق .


[14149]:البيت في وصف فرسه، وصدره: *لها ذنب مثل ذيل العروس*
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ} (6)

{ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج }

{ أفلم ينظروا } بعيونهم معتبرين بعقولهم حين أنكر والبعث { إلى السماء } كائنة { فوقهم كيف بنيناها } بلا عمد { وزيناها } بالكواكب { وما لها من فروج } شقوق تعيبها .