وكانوا قد خافوا ما أنذرهم به من العذاب بعد خروجه ، فآمنوا ، واستغفروا ، وطلبوا العفو من الله فسمع لهم ولم ينزل بهم عذاب المكذبين : ( فآمنوا فمتعناهم إلى حين )وكانوا مائة ألف يزيدون ولا ينقصون . وقد آمنوا أجمعين .
وهذه اللمحة بسياقها هنا تبين عاقبة الذين آمنوا ، بجانب ما تبينه القصص السابقة من عاقبة الذين لا يؤمنون . فيختار قوم محمد [ صلى الله عليه وسلم ] إحدى العاقبتين كما يشاءون ! !
وكذلك ينتهي هذا الشوط من السورة بعد تلك الجولة الواسعة على مدار التاريخ من لدن نوح ، مع المنذرين : المؤمنين منهم وغير المؤمنين . .
148- { فآمنوا فمتعناهم إلى حين } .
أي أن قوم يونس عندما عاد إليهم يونس بعد غرقه ونجاته ، آمنوا به وصدّقوه واتبعوا رسالته ، فكشف الله عنهم العذاب المُخْزي المذلّ ، الذي كان قد توعدهم به يونس ، ومتّعهم الله بصحتهم وأموالهم وحياتهم إلى حين انتهاء آجالهم .
لقد كفر أكثر الناس بالرسول الذي أرسل إليهم ، كقوم نوح ، وعاد قوم هود ، وثمود قوم صالح ، وفرعون وقومه الذين كذّبوا موسى وهارون ، وقوم عيسى ، وأهل مكة الذين كذبوا محمد صلى الله عليه وسلم ، فساق القرآن الكثير من قصص الأنبياء والمرسلين ، لتكون عظة وعبرة لهم كما ساق قصة يونس ، وفيها تضرع وتسبيح واستجابة من الله ليونس ، وفيها توبة قومه وإيمانهم ، فكشف الله عنهم العذاب ، ومتعهم بحياتهم في الدنيا ليكون واضحا للناس عاقبة المكذبين من الهلاك ، وعاقبة المؤمنين من النجاة .
قال تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون } . [ يوسف : 111 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.