بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَـَٔامَنُواْ فَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينٖ} (148)

{ فَآمِنُواْ } : يعني : لما جاءهم العذاب ، أقروا وصدقوا ، فصرف الله عنهم العذاب ، فذلك قوله : { فمتعناهم إلى حِينٍ } يعني : أبقيناهم إلى منتهى آجالهم . فخرج يونس عليه السلام ، فمر بجانب مدينة نينوى ، فرأى هناك غلاماً يرعى ، فقال : من أنت يا غلام ؟ فقال : من قوم يونس . فقال : فإذا رجعت إليهم فأخبرهم بأنك قد رأيت يونس . فقال الغلام : إنه من يحدث ، ولم تكن له بينة قتلوه . فقال له يونس : تشهد لك هذه البقعة ، وهذه الشجرة . فدخل ، وقال للملك : إني رأيت يونس عليه السلام يقرئك السلام ، فلم يصدقوه ، حتى خرجوا . فشهدت له الشجرة ، والبقعة . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : فأخذ الملك بيد الغلام ، وقال : أنت أحق بالملك مني . فأقام الغلام أميرهم أربعين سنة .