في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

هذه هي القصة التي أخرجتها يد القدرة : ( متاعا لكم ولأنعامكم ) . . إلى حين . ينتهي فيه هذا المتاع ؛ الذي قدره الله حين قدر الحياة . ثم يكون بعد ذلك أمر آخر يعقب المتاع . أمر يجدر بالإنسان أن يتدبره قبل أن يجيء :

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

24

المفردات :

قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم ، وسمّي قضبا لأنه يقضب ، أي يقطع مرة بعد أخرى .

غلبا : واحدها غلباء ، أي ضخمة عظيمة .

الأب : المرعى ، لأنه يؤبّ ، أي يؤمّ وينتجع .

متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به ، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم .

التفسير :

27 ، 28 ، 29 ، 30 ، 31 ، 32- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم .

هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :

الحب : كالشعير والقمح والذرة ، والفول والترمس .

العنب : وهو معروف .

الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة ، وهو رطب مثل : البرسيم ، والجتّ وهو القتّ .

الزيتون : منه الأخضر والأسود ، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء .

النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح ، والسعف والخوص ، وكل شيء في النخلة نافع .

حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة ، ومتكاثفة كثيرة .

الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار ، أي يستمتع به ، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها .

الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض ، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه ، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان ، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب .

متاعا لكم ولأنعامكم .

جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم ، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه ، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع ، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان ، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة ، ويمر في حياته بمراحل أخرى ، من الطفولة والمراهقة والشباب ، والرجولة والكهولة والشيخوخة ، ويسّر له المطر والنبات والطعام ، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه ، فسبحان من كرّم الإنسان ، وسخر له الكون ، وأرسل له الرسل ، وأنزل الكتب ، فسبحانه ، سبحان الله العلي العظيم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

{ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } التي خلقها الله وسخرها لكم ، فمن نظر في هذه النعم أوجب له ذلك شكر ربه ، وبذل الجهد في الإنابة إليه ، والإقبال على طاعته ، والتصديق بأخباره .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

{ متاعاً لكم } منفعة لكم يعني الفاكهة ، { ولأنعامكم } يعني العشب .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"مَتاعا لَكُمْ "يقول: أنبتنا هذه الأشياء التي يأكلها بنو آدم متاعا لكم أيها الناس، ومنفعة تتمتعون بها، وتنتفعون، والتي يأكلها الأنعام لأنعامكم، وأصل الأنعام الإبل، ثم تستعمل في كلّ راعية.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

فالمتاع كل شيء فيه إلذاذ الإمساس من مأكل أو منظر أو مشم أو ملمس، وأصله المصدر من قولهم: أمتعته إمتاعا ومتاعا ومتع النهار إذا ارتفع، لأن ارتفاعه يستمتع به. فبين تعالى أنه خلق ما خلق وأنبت ما أنبت من الأرض لإمتاع الخلق به من المكلفين وأنعامهم التي ينتفعون بها.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

...والمعنى تتمتعون به أنتم وأنعامكم...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

... واعلم أنه تعالى لما ذكر هذه الأشياء وكان المقصود منها أمورا ثلاثة:

(أولها): الدلائل الدالة على التوحيد.

(وثانيها): الدلائل الدالة على القدرة على المعاد.

(وثالثها): أن هذا الإله الذي أحسن إلى عبيده بهذه الأنواع العظيمة من الإحسان، لا يليق بالعاقل أن يتمرد عن طاعته وأن يتكبر على عبيده أتبع هذه الجملة بما يكون مؤكدا لهذه الأغراض وهو شرح أهوال القيامة، فإن الإنسان إذا سمعها خاف فيدعوه ذلك الخوف إلى التأمل في الدلائل والإيمان بها والإعراض عن الكفر، ويدعوه ذلك أيضا إلى ترك التكبر على الناس، وإلى إظهار التواضع إلى كل أحد فلا جرم ذكر القيامة: فقال: {فإذا جاءت الصاخة}...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

وهذا ضرب مثل ضربه الله تعالى لبعث الموتى من قبورهم، كنبات الزرع بعد دثوره، كما تقدم بيانه في غير موضع. ويتضمن امتنانا عليهم بما أنعم به،...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذه هي القصة التي أخرجتها يد القدرة: (متاعا لكم ولأنعامكم).. إلى حين. ينتهي فيه هذا المتاع؛ الذي قدره الله حين قدر الحياة. ثم يكون بعد ذلك أمر آخر يعقب المتاع. أمر يجدر بالإنسان أن يتدبره قبل أن يجيء:...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{متاعاً لكم} حال من المذكورات يعود إلى جميعها على قاعدة ورود الحال بعد مفردات متعاطفة، وهذا نوع من التنازع. وقوله: {ولأنعامكم} عطَف قوله: {لكم}. والمتاع: ما يُنتفع به زمناً ثم ينقطع، وفيه لف ونشر مُشَوَّش، والسامع يرجع كل شيء من المذكورات إلى ما يصلح له لظهوره. وهذه الحال واقعة موقع الإِدماج أدمجت الموعظة والمنة في خلال الاستدلال...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وهكذا نلاحظ أن الله أراد من الإنسان أن لا يجلس إلى الطعام جلسةً مستغرقةً في الحاجة، وفي الرغبة في اللذة، ولكنه أراد له أن يجلس إليه جلسة تأمّل وتفكير، ليتعرف من خلال ذلك إلى مواقع العظمة، ومصادر النعمة، ليعرف ربّه، ولينطلق من خلال هذه المعرفة في خط طاعته وتقواه وشكره على نعمه...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

«والمتاع»: هو كلّ ما يستفيد منه الإنسان ويتمتع به...

ذكرت الآيات المبحوثة ثمانية أنواع من المواد الغذائية النباتية لسد احتياجات الإنسان والحيوانات، وهذا التأكيد على الأغذية النباتية يعطي ما للنباتات والحبوب والفاكهة من أهمية غذائية تفوق في دورها على الأغذية الحيوانية التي تأتي في نظر القرآن في المرتبة الثّانية من حيث الأهمية. وقد اهتم علماء التغذية حديثاً بما ورد في القرآن الكريم فيما يخصّ مجال عملهم، ويكشف هذا الاهتمام بدوره عن عظمة القرآن وقوّة ما فيه... وعلى أيّة حال، فالتأمل في هذه الأمور يزيد الإنسان معرفة بعظمة ولطف الخالق جلّ شأنه، ويوسّع اطلاعه في تحسس نِعم الباري جلّ اسمه على الخلائق أجمعين. نعم.. فالاهتمام في مسألة غذاء الإنسان (الجسمي والروحي) من حيث النوعية وطريقة كسبه، يدفع الإنسان للتقرب أكثر من جادة معرفة اللّه وسلوك طريق رضوانه سبحانه، كما ويدفع إلى تهذيب وتزكية النفس من أدران الشرك وقذارة الذنوب. نعم.. (فلينظر الإنسان إلى طعامه)، تمثل الآية المباركة: أقصر تعبير لمعنىً واسع ومتشعب...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

{ متاعا } منفعة { لكم ولأنعامكم }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

ولما جمع ما يقتات وما يتفكه ، فدل دلالة واضحة{[71752]} على تمام القدرة ، ذكر بالنعمة فيه قارعاً بأسلوب الخطاب لتعميم الأفراد بعد سياق العتاب للتصريح بأن{[71753]} الكل عاجزون عن الوفاء بالشكر فكيف إذا انضم إليه الكفر فقال : { متاعاً } وهو منصوب على الحال . ولما ذكر ما يأكله الناس وما يعلف للدواب ، وكان السياق هنا لطعام الإنسان ، قال مقدماً ضميرهم : { لكم ولأنعامكم * } بخلاف ما في السجدة وقد مضى ، والأنعام بها يكون تمام الصلاح للإنسان بما له فيها من النعم بالركوب والأكل والشرب والكسوة والجمال وسائر المنافع ، وذكر هذا{[71754]} ذكراً ظاهراً مشيراً{[71755]} إلى المعادن لأن منها ما لا يتم ما مضى إلا به ، وهي آلات الزرع والحصد{[71756]} والطبخ والعجن وغير ذلك ، والملائكة المدبرة لما صرفها الله فيه من ذلك ، فدل ذلك على أن الوجود كله خلق {[71757]}لأجل منافع{[71758]} الإنسان ليشكر لا ليكفر ، ودلت القدرة على ذلك قطعاً على القدرة على البعث .


[71752]:من م، وفي الأصل و ظ: واحدة.
[71753]:من ظ و م، وفي الأصل: فإن.
[71754]:في م:الذي.
[71755]:من م، وفي الأصل و ظ: مشير.
[71756]:من ظ و م، وفي الأصل: الفصد.
[71757]:من ظ و م، وفي الأصل: المنافع.
[71758]:من ظ و م، وفي الأصل: المنافع.