نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (32)

ولما جمع ما يقتات وما يتفكه ، فدل دلالة واضحة{[71752]} على تمام القدرة ، ذكر بالنعمة فيه قارعاً بأسلوب الخطاب لتعميم الأفراد بعد سياق العتاب للتصريح بأن{[71753]} الكل عاجزون عن الوفاء بالشكر فكيف إذا انضم إليه الكفر فقال : { متاعاً } وهو منصوب على الحال . ولما ذكر ما يأكله الناس وما يعلف للدواب ، وكان السياق هنا لطعام الإنسان ، قال مقدماً ضميرهم : { لكم ولأنعامكم * } بخلاف ما في السجدة وقد مضى ، والأنعام بها يكون تمام الصلاح للإنسان بما له فيها من النعم بالركوب والأكل والشرب والكسوة والجمال وسائر المنافع ، وذكر هذا{[71754]} ذكراً ظاهراً مشيراً{[71755]} إلى المعادن لأن منها ما لا يتم ما مضى إلا به ، وهي آلات الزرع والحصد{[71756]} والطبخ والعجن وغير ذلك ، والملائكة المدبرة لما صرفها الله فيه من ذلك ، فدل ذلك على أن الوجود كله خلق {[71757]}لأجل منافع{[71758]} الإنسان ليشكر لا ليكفر ، ودلت القدرة على ذلك قطعاً على القدرة على البعث .


[71752]:من م، وفي الأصل و ظ: واحدة.
[71753]:من ظ و م، وفي الأصل: فإن.
[71754]:في م:الذي.
[71755]:من م، وفي الأصل و ظ: مشير.
[71756]:من ظ و م، وفي الأصل: الفصد.
[71757]:من ظ و م، وفي الأصل: المنافع.
[71758]:من ظ و م، وفي الأصل: المنافع.