{ القارعة 1 ما القارعة 2 وما أدراك ما القارعة 3 يوم يكون الناس كالفراش المبثوث 4 وتكون الجبال كالعهن المنفوش 5 فأما من ثقلت موازينه 6 فهو في عيشة راضية 7 وأما من خفّت موازينه 8 فأمّه هاوية 9 وما أدراك ماهيه 10 نار حامية 11 }
وما أدراك ما القارعة : استفهام عن حقيقتها ، قصد به تهويل أمرها .
1 ، 2 ، 3- القارعة* ما القارعة* وما أدراك ما القارعة .
القارعة . هي القيامة ، وسمّيت القارعة لأنها تقرع الناس بأهوالها وشدّتها ، وتسمّى الحاقة ، والصاخة ، والطامة الكبرى ، والواقعة ، والقيامة ، وتبدأ بالنفخة الأولى من إسرافيل في الصور ، وتنتهي بفصل القضاء بين الخلائق ، فمنهم شقي وسعيد .
تهويل لشأنها ، أي : أي شيء هي ؟ وما أعلمك ما شأن القارعة ؟
تأكيد لشدة هولها على النفوس ، كأنه لا شيء يحيط بها ، مهما تخيلت أمرها فهي أعظم من تقديرك وتوقّعاتك ، ثم فسّر ذلك ، وأبان زمانها وأماراتها ، فقال : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث . }
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { وما أدراك ما القارعة } تعظيما لها لشدتها ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وما أشعرك يا محمد أي شيء القارعة ؟ ...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
تعظيم لشأنها ، وتفخيم لأمرها ، وتهويل لشدتها . ومعناه : وأي شيء القارعة ؟ ومعناه : إنك يا محمد ( صلى الله عليه وآله ) لا تعلم كبر وصفها وحقيقة أمرها على التفصيل ، وإنما تعلمها على طريق الجملة . ...
قوله : { وما أدراك ما القارعة } فيه وجوه؛
( أحدها ): معناه: لا علم لك بكنهها ، لأنها في الشدة بحيث لا يبلغها وهم أحد ولا فهمه ، وكيفما قدرته فهو أعظم من تقديرك، كأنه تعالى قال : قوارع الدنيا في جنب تلك القارعة كأنها ليست بقوارع ، ونار الدنيا في جنب نار الآخرة كأنها ليست بنار ، ولذلك قال في آخر السورة : { نار حامية } تنبيها على أن نار الدنيا في جنب تلك ليست بحامية ، وصار آخر السورة مطابقا لأولها من هذا الوجه .
فإن قيل : ههنا قال : { وما أدراك ما القارعة } وقال في آخر السورة : { فأمه هاويه وما أدراك ماهيه } ولم يقل : وما أدراك ما هاوية فما الفرق ؟
قلنا : الفرق أن كونها قارعة أمر محسوس ، أما كونها هاوية فليس كذلك ، فظهر الفرق بين الموضعين.
( وثانيها ) : أن ذلك التفصيل لا سبيل لأحد إلى العلم به إلا بأخبار الله وبيانه ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ وما أدراك } أي وأيّ شيء أعلمك وإن بالغت في التعرف ؟ وأظهر موضع الإضمار لذلك فقال : { ما القارعة } أي إنك لا تعرفها ؛ لأنك لم تعهد مثلها . ...
تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :
أي وأيّ شيء يعرفك بها ، كأنه لا شيء يحيط بها ؛ فمهما تخيلت أمرها وحدست شأنها فهي أعظم من تقديرك . ...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.