اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ} (3)

وقوله تعالى : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة } ، أي : لا علم لك بكنهها ؛ لأنها في الشدة بحيث لا يبلغها وهم أحد ، وعلى هذا يكون آخر السورة مطابقاً لأولها .

فإن قيل : هاهنا قال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة } ، ثم قال في آخر السورة : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } ، ولم يقل : وما أدراك ما هاوية ؟

فالجواب : الفرق أن كونها قارعة أمر محسوس ، وكونها هاوية ليس كذلك ، فظهر الفرق .