في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

( وعد الله . لا يخلف الله وعده . ولكن أكثر الناس لا يعلمون . يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) . .

ذلك النصر وعد من الله ، فلابد من تحققه في واقع الحياة : ( لا يخلف الله وعده )فوعده صادر عن إرادته الطليقة ، وعن حكمته العميقة . وهو قادر على تحقيقه ، لا راد لمشيئته ، ولا معقب لحكمه ، ولا يكون في الكون إلا ما يشاء .

وتحقيق هذا الوعد طرف من الناموس الأكبر الذي لا يتغير ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )ولو بدا في الظاهر أنهم علماء ، وأنهم يعرفون الكثير . ذلك أن علمهم سطحي ، يتعلق بظواهر الحياة ، ولا يتعمق سننها الثابتة ، وقوانينها الأصيلة ؛ ولا يدرك نواميسها الكبرى ، وارتباطاتها الوثيقة :

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

{ وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .

التفسير :

إذا أخبر الحق سبحانه خبرا تحقق ، وإذا وعد وعدا فقد صدق وإذا أخبر عن غيب وقع مصداقه واستبان للجاحدين من نور إشراقه ما يؤيد صدق القرآن وإعجازه ، وتحقق سائر ما أخبر به كذلك من ظهور الإسلام على الدين كله وزهوق الباطل وعلو الحق وجعل المستضعفين أئمة ، وإيراثهم أرض عدوهم إلى غير ذلك .

وما ألطف ما قال الزبير الكلائي ، رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ، ثم رأيت غلبة المسلمين على فارس والروم ، كل ذلك في خمس عشرة سنة ، من أواخر غلبة فارس إلى أوائل غلبة المسلمين . iv

لقد وعد الله أن ينصر رسله وأن يؤيد المؤمنين وان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ، والله تعالى لا يخلف وعده .

{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .

أي : بحكمته في كونه وأفعاله المحكمة ، الجارية على وفق العدل لجهلهم وعدم تفكرهم .

وقال في ظلال القرآن :

وتحقيق هذا الوعد طرف من الناموس الأكبر الذي لا يتغير . { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ولو بدا في الظاهر أنهم علماء وأنهم يعرفون الكثير ، ذلك أن علمهم سطحي بظواهر الحياة ولا يتعمق في سننتها الثابتة وقوانينها الأصيلة ولا يدرك نواميسها الكبرى وارتباطاتها الوثيقة اه .