فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

{ وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون } إن الذي أنبأكم به الوحي- من ظفر الروم بعدوهم ، ونصركم على أعدائكم- وعد من الله تعالى وربكم لا يخلف الميعاد ) . . إن وعد الله حق . . ( {[3275]} ، ولكن أكثر الناس الذين لا يستيقنون بالله لا يعلمون أن الله منجز ما وعد .

وجمهور من المفسرين أطالوا القول في سبب نزول تلك الآيات ، وأوردوا كثيرا من المأثور- يرفعونه- لكن ما ساقوه ليس فيه ما يبلغ درجة الصحيح ، بل أكثره محكوم عليه بالغرابة .

وقد يكون من حكمة المولى اللطيف الخبير في سوق تلك البشرى أن تطمئن القلوب إلى أن من حولهم من الجبارين المتكبرين سيغلبون ، وما من يد إلا يد الله فوقها ، )والله من ورائهم محيط( {[3276]} ، وأن المولى سيمن على المستضعفين ، ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين ، وفيه عبرة الله يداول الأيام بين الناس ، وأن كتابه يعلم من أحوال الأمم فليكونوا من ذلك على بصيرة .


[3275]:سورة لقمان. من الآية 33.
[3276]:سورة البروج. الآية 20.