تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

الآية 6 وقوله تعالى : { وعد الله لا يخلف الله وعده } إنما يكون خُلْفَ الوعد في الشاهد لأحد خصال ثلاث :

إما الندامة : استقبلته في ما وعد ، فتمنعه تلك الندامة عن إنجاز ما وعد [ وحفظ الوفاء له .

وإما الحاجة : وقعت له في ما وعد ، فتمنعه تلك الحاجة عن وفاء ما وعد وإنجاز ما أطمع .

وإما العجز : يكون به ، لا يقدر على إنجاز ما وعد ]( {[15907]} ) فيحمله عجزه عن وفاء ما وعد وإنجازه .

فإذا كان الله سبحانه يتعالى عن الوجوه التي ذكرنا كان ما وعد لم يحتمل الخلف منه ، ولا قوة إلا بالله .

وقوله تعالى : { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } يحتمل قوله : { لا يعلمون } لما لم ينظروا ، ولم يتفكّروا في الأسباب التي هي أسباب العلم بعد ما أعطاهم أسباب العلم . لكنهم إذا تركوا النظر في الأسباب والتفكر فيها لم يعلموا ، فلم يعذروا بذلك لتركهم النظر والتفكر فيها .

ويحتمل قوله : { لا يعلمون } أي [ لا ]( {[15908]} ) ينتفعون بما علموا ، فنفى عنهم العلم لما لم ينتفعوا بهذه الحواس ، وإن كانت لهم هذه الحواس .


[15907]:من م، ساقطة من الأصل.
[15908]:من م، ساقطة من الأصل.