تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

{ بنصر الله ينصر من يشاء . . . } إلى قوله : { لا يعلمون( 6 ) } فقال أبو بكر للمشركين : لم تشمتون ؟ فوالله لتظهرن الروم على فارس إلى ثلاث سنين . وقال أبيّ بن خلف : أنا أبايعك ألا تظهر الروم على فارس إلى ثلاث سنين فتبايعا على خطر بسبع من الإبل . ثم رجع أبو بكر إلى رسول الله فأخبره ، فقال رسول الله عليه السلام : اذهب فبايعه إلى سبع سنين ، مدّ في الأجل وزد في الخطر [ ولم يكن حرام ذلك يومئذ ، وإنما حرم القمار -وهو الميسر- بعد ] غزوة الأحزاب ، فرجع أبو بكر إليهم قال : اجعلوا ( الوعد ) إلى سبع سنين وأزيدكم في الخطر . ففعلوا فزادوا فيه ثلاثا فصارت عشرا من الإبل ، وصارت السنون سبعا ؛ فلما جاءت سبع سنين ظهرت الروم على فارس ، وكان الله وعد المؤمنين إذا غلبت الروم فارس أظهرهم على المشركين ، فظهرت الروم على فارس ، والمؤمنون على المشركين في يوم واحد يوم بدر ، وفرح المسلمون بذلك ؛ وبأن الله صدق قوله وصدق رسوله{[1050]} .

قال محمد : ( وعد الله ) منصوب على أنه مصدر مؤكد ؛ المعنى : وعد الله وعدا .

{ ولكن أكثر الناس } يعني : المشركين { لا يعلمون } .


[1050]:رواه ابن جرير في ((تفسيره)) (21/20) عن ابن مسعود بنحوه.