نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

ولما نزل هذا على قوم أكثرهم له منكر ، أكده سبحانه بما{[52638]} يقوي قلوب أصفيائه بتبيين المراد ، ويرد ألسنة أعدائه عن كثير من العناد{[52639]} ، ويعرفهم أنه كما صدق في هذا الوعد لأجل تفريح أوليائه فهو يصدق في وعد الآخرة ليحكم بالعدل ، ويأخذ لهم حقهم ممن عاداهم ، ويفضل عليهم بعد ذلك بما يريد ، فقال : { وعد الله } أي الذي له جميع صفات الكمال ، وهو متعال عن كل شائبة نقص ، فلذلك { لا يخلف } وأعاد ذكر الجلالة تنبيهاً على عظم الأمر فقال : { الله } أي الذي له الأمر كله . ولما كان لا يخلف شيئاً من الوعد ، لا هذا الذي في أمر الروم ولا غيره ، أظهر فقال : { وعده } كما يعلم{[52640]} ذلك أولياؤه { ولكن أكثر الناس } وهم أهل الاضطراب والنوس { لا يعلمون* } أي ليس لهم علم أصلاً ، ولذلك لا نظر لهم يؤدي إلى أنه وعد و{[52641]} أنه لا بد من وقوع ما وعد به في الحال التي ذكرها لأنه قادر و{[52642]} حكيم .


[52638]:من ظ ومد، وفي الأصل: بأن.
[52639]:في ظ: الفساد.
[52640]:من ظ ومد، وفي الأصل: يسلم.
[52641]:زيد في ظ: على.
[52642]:زيد من ظ ومد.