في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ} (52)

49

( إذ دخلوا عليه فقالوا : سلاما . قال : إنا منكم وجلون . قالوا : لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم . قال : أبشرتموني على أن مسني الكبر ? فبم تبشرون ? قالوا : بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين . قال : ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ? ) .

قالوا : سلاما . قال : إنا منكم وجلون . . ولم يذكر هنا سبب قوله ، ولم يذكر أنه جاءهم بعجل حنيذ ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ) . . كما جاء في سورة هود . ذلك أن المجال هنا هو مجال تصديق الرحمة التي ينبيء الله بها عباده على لسان رسوله ، لا مجال تفصيلات قصة إبراهيم . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ} (52)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَنَبّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وأخبر عبادي يا محمد عن ضيف إبراهيم يعني الملائكة الذين دخلوا على إبراهيم خليل الرحمن حين أرسلهم ربهم إلى قوم لوط ليهلكوهم . فَقالُوا سَلاما يقول : فقال الضيف لإبراهيم : سلاما . قال إنّا مِنْكُمْ وجِلُونَ يقول : قال إبراهيم : إنا منكم خائفون . وقد بيّنا وجه النصب في قوله : سَلاما وسبب وجل إبراهيم من ضيفه واختلاف المختلفين ، ودللنا على الصحيح من القول فيه فيما مضى قبل بما إغنى عن إعادته في هذا الموضع . وأما قوله : قالُوا سَلاما وهو يعني به الضيف ، فجمع الخبر عنهم وهم في لفظ واحد ، فإن الضيف اسم للواحد والاثنين والجمع مثل الوزن والقطر والعدل ، فلذلك جمع خبره وهو لفظ واحد . وقوله : قَالُوا لا تَوْجَلْ يقول : قال الضيف لإبراهيم : لا توجل لا تَخَفْ إنّا نُبَشّرُكَ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ} (52)

وقوله { سلاماً } مصدر منصوب بفعل مضمر تقديره سلمنا أو نسلم سلاماً ، والسلام هنا التحية ، وقوله { سلاماً } حكاية قولهم فلا يعمل القول فيه ، وإنما يعمل إذا كان ما بعده ترجمة عن كلام ليس يحكى بعينه كما تقول لمن قال لا إله إلا الله قلت حقاً ونحو هذا وقوله { إنا منكم وجلون } أي فزعون ، وإنما وجل إبراهيم عليه السلام منهم لما قدم إليهم العجل الحنيذ فلم يرهم يأكلون ، وكانت عندهم العلامة المؤمنة أكل الطعام ، وكذلك هو في غابر الدهر أمنة للنازل والمنزول به .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ} (52)

جملة { قال إنا منكم وجلون } جاءت مفصولة بدون عطف لأنها جواب عن جملة { فقالوا سلاماً } . وقد طوي ذكر رده السلام عليهم إيجازاً لظهوره . صُرح به في قوله : { قال سلام قوم منكرون } [ سورة الذاريات : 25 ] ، أي قال إنا منكم وجلون بعد أن رد السلام . وفي سورة هود أنه أوجس منهم خِيفة حين رآهم لم يمدّوا أيديهم للأكل .

وضمير { إنا } من كلام إبراهيم عليه السلام فهو يعني به نفسه وأهله ، لأن الضيف طرقوا بيتهم في غير وقت طروق الضيف فظنّهم يريدون به شراً ، فلما سلموا عليه فاتحهم بطلب الأمْن ، فقال : { إنا منكم وجلون } ، أي أخفتمونا . وفي سورة الذاريات أنه قال لهم : { قوم منكرون } [ سورة الحجر : 25 ] .

والوجِل : الخائف . والوجَل بفتح الجيم الخوف . ووقع في سورة هود ( 70 ) { نكِرهم وأوجس مِنهم خِيفة } وقد جُمع في هذه الآية متفرق كلام الملائكة ، فاقتصر على مجاوبتهم إياه عن قوله : { إنا منكم وجلون } ، فنِهاية الجواب هو { لا توجل } .