اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ} (52)

قوله : { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } في " إذْ " وجهان :

أحدهما : أنه مفعول لفعل مقدر ، أي : اذكر إذ دخلوا .

والثاني : أنه ظرف على بابه ، وفي العامل فيه وجهان :

أحدهما : أنه محذوف ، تقديره : خبر ضيف .

والثاني : أنه نفس " ضَيْفِ " ، وفي توجيه ذلك وجهان :

أحدهما : أنه لما كان في الأصل مصدراً اعتبر ذلك فيه ، ويدلُّ على اعتبار مصدريته بعد الوصف به : عدم مطابقته لما قبله تثنية ، وجمعاً وتأنيثاً في الأغلب ، ولأنه قائم مقام وصفه ، والوصف يعمل .

والثاني : أنه على حذف مضاف ، أي : أصحاب ضيف إبراهيم ، أي : ضيافته ، فالمصدر باقٍ على حاله ، فلذلك عمل .

قال أبو البقاء بعد أن قدر أصحاب ضيافته : والمصدر على هذا مضاف إلى المفعول{[19560]} .

قال شهابُ الدِّين : وفيه نظر ، إذ الظَّاهر إضافته لفاعله ؛ لأنه النبي صلى الله عليه وسلم .

قوله تعالى : { فَقَالُواْ سَلاماً } ، أي نُسلِّم لك سلاماً أو سلَّمتُ سلاماً ، أو سلمُوا سَلاماً ، قاله القرطبي{[19561]} رحمه الله تعالى .

قال : { إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي : خائفون ؛ لأنهم لم يأكلوا طعامه ، وقيل : لأنهم دخلوا بغير إذن ، وبغير وقت .


[19560]:سقط من: ب.
[19561]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن 10/24.