البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ} (52)

وسلاماً مقتطع من جملة محكية بقالوا ، فليس منصوباً به ، والتقدير : سلمت سلاماً من السلامة ، أو سلمنا سلاماً من التحية .

وقيل : سلاماً نعت لمصدر محذوف تقديره : فقالوا قولاً سلاماً ، وتصريحه هنا بأنه وجل منهم ، كان بعد تقريبه إليهم ما أضافهم به وهو العجل الحنيذ ، وامتناعهم من الأكل وفي هود أنه أوجس في نفسه خيفة ، فيمكن أنّ هذا التصريح كان بعد إيجاس الخيفة .

ويحتمل أن يكون القول هنا مجازاً بأنه ظهرت عليه مخايل الخوف حتى صار كالمصرح به القائل .