في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (42)

لا ينصرهم أحد ، ولا يرحمهم أحد ، إلا من ينال رحمة ربه العزيز القادر الرحيم العطوف . الذي خرجوا من يده - سبحانه - ليعملوا ؛ وعادوا إلى يده - سبحانه - ليتسلموا منه الجزاء . وما بين خروجهم ورجوعهم إنما هو فرصة للعمل ومجال للابتلاء .

هكذا تقتضي الحكمة الظاهرة في تصميم هذا الكون ، وفي خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق ، وفي التقدير الواضح والقصد الناطق في كل شيء في هذا الوجود . .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (42)

{ إلا من رحم } لكن من رحم الله فإنه ينصر

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (42)

" إلا من رحم الله " " من " رفع على البدل من المضمر في " ينصرون " ، كأنك قلت : لا يقوم أحد إلا فلان . أو على الابتداء والخبر مضمر ، كأنه قال : إلا من رحم الله فمغفور له ، أو فيغني عنه ويشفع وينصر . أو على البدل من " مولى " الأول ، كأنه قال : لا يغني إلا من رحم الله . وهو عند الكسائي والفراء نصب على الاستثناء المنقطع ، أي لكن من رحم الله لا ينالهم ما يحتاجون فيه إلى من يغنيهم من المخلوقين . ويجوز أن يكون استثناء متصلا ، أي لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنه يؤذن لهم في شفاعة بعضهم لبعض . " إنه هو العزيز الرحيم " أي المنتقم من أعدائه الرحيم بأوليائه ، كما قال : " شديد العقاب ذي الطول " {[13752]} [ غافر : 3 ] فقرن الوعد بالوعيد .


[13752]:آية 3 سورة غافر.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (42)

ولما نفى الإغناء استثنى منه فقال : { إلا من رحم الله } أي أراد إكرامه الملك الأعظم وهم المؤمنون يشفع بعضهم لبعض بإذن الله في الشفاعة لأحدهم فيكرم الشافع فيه بقبول شفاعته ويكرمه بقبوله الشفاعة فيه . ولما كان ما تقدم دالاً على تمام القدرة في الإكرام والانتقام ، وكان الإكرام قد يكون عن ضعف ، قال نافياً لذلك ومقرراً لتمام القدرة اللازم منه الاختصاص بذلك مؤكداً له تنبيهاً على أنه ما ينبغي أن يجعل نصب العين{[57647]} وتعقد عليه الخناصر ، ولأن إشراكهم{[57648]} وتكذيبهم بالبعث يتضمن التكذيب بذلك : { إنه هو } أي وحده { العزيز } أي المنيع الذي لا يقدح{[57649]} في عزته عفو ولا عقاب ، بل ذلك دليل على عزته فإنه يفعل ما يشاء فيمن يشاء من غير مبالاة بأحد . ولما كان العزيز [ قد-{[57650]} ] لا يرحم قال : { الرحيم * } أي الذي لا تمنع عزته أن يكرم من{[57651]} يشاء .


[57647]:من م، وفي الأصل و ظ: لعين.
[57648]:من ظ و م، وفي الأصل: أشركهم.
[57649]:من م، وفي الأصل و ظ: لا يقدر.
[57650]:زيد من م.
[57651]:من م، وفي الأصل و ظ: ما.