السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (42)

{ إلا من رحم الله } أي : أراد إكرامه الملك الأعظم وهم المؤمنون يشفع بعضهم لبعض بإذن الله تعالى في الشفاعة لأحدهم فيكرم الشافع فيه . وقال ابن عباس : يريد المؤمن فإنه يشفع له الأنبياء والملائكة .

تنبيه : يجوز في { إلا من رحم الله } أوجه ؛ أحدها : وهو قول الكسائي أنه منقطع ، ثانيها : أنه متصل تقديره لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنهم يؤذن لهم في الشفاعة فيشفعون في بعضهم كما مر ، ثالثها : أن يكون مرفوعاً على البدلية من مولى الأول ويكون يغني بمعنى ينفع قاله الحوفي ، رابعها : أنه مرفوع المحل أيضاً على البدل من واو ينصرون أي : لا يمنع من العذاب إلا من رحم الله { إنه } أي : وحده { هو العزيز } أي : المنيع الذي لا يقدح في عزته عفو ولا عقاب بل ذلك دليل على عزته فإنه يفعل ما يشاء فيمن يشاء من غير مبالاة بأحد { الرحيم } أي : الذي لا يمنع عزته أن يكرم من شاء .