نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (42)

ولما نفى الإغناء استثنى منه فقال : { إلا من رحم الله } أي أراد إكرامه الملك الأعظم وهم المؤمنون يشفع بعضهم لبعض بإذن الله في الشفاعة لأحدهم فيكرم الشافع فيه بقبول شفاعته ويكرمه بقبوله الشفاعة فيه . ولما كان ما تقدم دالاً على تمام القدرة في الإكرام والانتقام ، وكان الإكرام قد يكون عن ضعف ، قال نافياً لذلك ومقرراً لتمام القدرة اللازم منه الاختصاص بذلك مؤكداً له تنبيهاً على أنه ما ينبغي أن يجعل نصب العين{[57647]} وتعقد عليه الخناصر ، ولأن إشراكهم{[57648]} وتكذيبهم بالبعث يتضمن التكذيب بذلك : { إنه هو } أي وحده { العزيز } أي المنيع الذي لا يقدح{[57649]} في عزته عفو ولا عقاب ، بل ذلك دليل على عزته فإنه يفعل ما يشاء فيمن يشاء من غير مبالاة بأحد . ولما كان العزيز [ قد-{[57650]} ] لا يرحم قال : { الرحيم * } أي الذي لا تمنع عزته أن يكرم من{[57651]} يشاء .


[57647]:من م، وفي الأصل و ظ: لعين.
[57648]:من ظ و م، وفي الأصل: أشركهم.
[57649]:من م، وفي الأصل و ظ: لا يقدر.
[57650]:زيد من م.
[57651]:من م، وفي الأصل و ظ: ما.