ثم قال تعالى : { إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم } ( من ) عند الأخفش في{[62246]} موضع رفع على البدل على المعنى{[62247]} كأن التقدير : ( ولا ينصر ){[62248]} أحد إلا من رحم الله .
وأجاز أن تكون{[62249]} في موضع رفع على الابتداء كأنه في التقدير : إلا من رحم الله فيغني عن غيره ، أي : يشفع لغيره ممن أراد الله عز وجل له الشفاعة كما قال : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى }{[62250]} .
وقيل : ( من ) رفع لفعلها{[62251]} ، أي لا يغني إلا من رحم الله ( ( فمن ) على هذا القول بدل من ( مولى ) أي : لا يشفع إلا من رحم الله ){[62252]} .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين يشفعون{[62253]} . وقال الكسائي ( من ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وهو قول الفراء{[62254]} . وتقف على ( ينصرون ) إن جعلت ( من ) ( ابتداء ، ويكون{[62255]} ) التقدير : إلا من رحم الله فإنه تغني{[62256]} شفاعته{[62257]} .
فإن جعلت ( من ) بدلا أو استثناء منقطعا لم تقف على ينصرون{[62258]} .
وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الرجل من المؤمنين يقام في صف أهل الجنة حتى يرى رجلا من الموحدين قائما ( في صف ){[62259]} أهل النار ( قد أحسن إليه ){[62260]} في الدنيا فيذكره ذلك فيذكر ، فيشفع فيه فيحول{[62261]} إلى صف أهل الجنة " {[62262]} .
وقوله : { إنه هو العزيز الرحيم } أي : العزيز في انتقامه من أعدائه ، الرحيم بأوليائه وأهل طاعته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.