تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ } أي : سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون ، حين يدعون إلى نار جهنم دعا ، ويقال لهم : { هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

وقرأ السبعة والحسن وأبو جعفر وشيبة والأعمش : «كلا سيعلمون » بالياء في الموضعين على ذكر الغائب ، فظاهر الكلام أنه رد على الكفار في تكذيبهم وعيد لهم في المستقبل وكرر الزجر تأكيداً ، وقال الضحاك المعنى : { كلا سيلعمون } يعني الكفار على جهة الوعيد .

{ ثم كلا سيعلمون } : يعني المؤمنين على جهة الوعد ، وقرأ ابن عامر فيما روى عنه مالك بن دينار والحسن بخلاف : «كلا ستعلمون » بالتاء في الموضعين على مخاطبة الحاضر كأنه تعالى يقول : قل لهم يا محمد وكرر عليهم الزجر والوعيد تأكيداً وكل تأويل في هذه القراءة غير هذا فمتعسف وقرأ . . . «كلا سيعلمون » بالياء على جهة الرد والوعيد للكفار ، «ثم كلا ستعملون » بالتاء من فوق على جهة الرد على الكفار والوعد والمؤمنين . والعلم في هذه الآية بمعنى ستعرفون ، فلذلك لم يتعد .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ} (5)

ارتقاء في الوعيد والتهديد فإن { ثم } لما عَطفتَ الجملة فهي للترتيب الرتبي ، وهو أن مدلول الجملة التي بعدها أرقى رتبة في الغرض من مضمون الجملة التي قبلها ، ولما كانت الجملة التي بعد { ثم } مثل الجملة التي قبل { ثم } تعيّن أن يكون مضمون الجملة التي بعد { ثم } أرقى درجة من مضمون نظيرها . ومعنى ارتقاء الرتبة أن مضمون ما بعد { ثم } أقوى من مضمون الجملة التي قبل { ثم } ، وهذا المضمون هو الوعيد ، فلما استفيد تحقيق وقوع المتوعد به بما أفاده التوكيد اللفظي إذ الجملة التي بعد { ثم } أكدت الجملة التي قبلها تعيّن انصراف معنى ارتقاء رتبة معنى الجملة الثانية هو أن المتوعد به الثاني أعظم مما يحسبون .

وضمير { سيعلمون } في الموضعين يجري على نحو ما تقدم في ضمير { يتساءلون } [ النبأ : 1 ] وضمير { فيه مختلفون } [ النبأ : 3 ] .