تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (20)

{ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } لأن قوله حق ، وحكمه الشرعي حق ، وحكمه الجزائي حق وهو المحيط علمًا وكتابة وحفظا بجميع الأشياء ، وهو المنزه عن الظلم والنقص وسائر العيوب ، وهو الذي يقضي قضاءه القدري ، الذي إذا شاء شيئًا كان وما لم يشأ لم يكن ، وهو الذي يقضي بين عباده المؤمنين والكافرين في الدنيا ، ويفصل بينهم بفتح ينصر به أولياءه وأحبابه .

{ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ } وهذا شامل لكل ما عبد من دون الله { لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ } لعجزهم وعدم إرادتهم للخير واستطاعتهم لفعله . { إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ } لجميع الأصوات ، باختلاف اللغات ، على تفنن الحاجات . { الْبَصِيرُ }{[768]}  بما كان وما يكون ، وما نبصر وما لا نبصر ، وما يعلم العباد وما لا يعلمون .

قال في أول هاتين الآيتين { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ } ثم وصفها بهذه الأوصاف المقتضية للاستعداد لذلك اليوم العظيم ، لاشتمالها على الترغيب والترهيب .


[768]:- في النسختين (العليم) وهو خطأ فالوارد في الآية: (البصير).
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (20)

ثم قدح في جهة الأصنام ، فأعلم أنه لا رب غيره { يقضي بالحق } ، أي يجازي الحسنة بعشر والسيئة بمثل ، وينصف المظلوم من الظالم إلى غير ذلك من أقضية الحق والعدل ، والأصنام لا تقضي بشيء ولا تنفذ أمراً . و : { يدعون } معناه : يعبدون .

وقرأ جمهور القراء : «يدعون » بالياء على ذكر الغائب . وقرأ نافع بخلاف عنه . وأبو جعفر وشيبة : «تدعون » بالتاء على معنى قل لهم يا محمد : والذين تدعون أنتم .