تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ} (60)

{ قَالُوا } أي : الفوج المقبل المقتحم : { بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ } أي : العذاب { لَنَا } بدعوتكم لنا ، وفتنتكم وإضلالكم وتسببكم . { فَبِئْسَ الْقَرَارُ } قرار الجميع ، قرار السوء والشر .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ} (60)

{ قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم } هذا حكاية كلام الأتباع الرؤساء لما قالوا لهم لا مرحبا بهم ، أجابوهم بقولهم : بل أنتم لا مرحبا بكم .

{ أنتم قدمتموه لنا } هذا أيضا من كلام الأتباع خطابا للرؤساء ، وهو تعليل لقولهم : { بل أنتم لا مرحبا بكم } ، والضمير في قدمتموه للعذاب ، ومعنى قدمتموه أوجبتموه لنا بما قدمتم في الدنيا من إغوائنا وأمركم لنا بالكفر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ} (60)

لما كان من المعلوم على ما جرت به العوائد أنهم يتأثرون من هذا القول فيحصل التشوف إلى ما يكون من أمرهم هل يجيبونهم أم تمنعهم هيبتهم على ما كانوا في الدنيا ، اعلم بما يعلم منه انقطاع الأسباب هناك ، فلا يكون من أحد منهم خوف من آخر ، فقال مستأنفاً : { قالوا } أي الأتباع المعبر عنهم بالفوج لسفولهم وبطون أمرهم : { بل أنتم } أي خاصة أيها الرؤساء { لا مرحباً } وبينوا بقولهم : { بكم } أي هذا الذي دعوتم به علينا أنتم أحق به منا ، ثم عللوا قولهم بما أفهم أنهم شاركوهم في الضلال وزادوا عليهم بالإضلال فقالوا : { أنتم } أي خاصة { قدمتموه } أي الاقتحام في العذاب بما أقحمتمونا فيه من أسبابه وقدمتم في دار الغرور من تزيينه { لنا } ولما كان الاقتحام وهو الوثوب أو الدخول على شيء بسرعة كأنها الوثوب ينتهي منه إلى استقرار ، وكان الفريقان قد استقروا في مقاعدهم في النار ، سببوا عن ذلك قولهم : { فبئس القرار } أي قراركم .