الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ} (60)

فقالت السادة : { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } يعني بالأتباع { إِنَّهُمْ صَالُواْ النَّارِ } كما صليناها ، فقال الاتباع للسادة : { بَلْ أنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } أيّ شرعتم وسننتم الكفر لنا { فَبِئْسَ الْقَرَارُ } أي قرارنا وقراركم ، والمرحب والرحب السعة ، ومنه رحبة المسجد .

قال أبو عبيدة : يقول العرب للرجل : لامرحباً بك ، أي لا رحبت عليك الأرض ، أيّ اتسعت .

وقال القتيبي : معنى قولهم : مرحباً وأهلاً وسهلاً ، أي أتيت رحباً وسعة ، وأتيت سهلاً لاحزناً ، وأتيت أهلاً لاغرباء ، فأنس ولاتستوحش ، وهي في مذهب الدعاء كما تقول : لقيت خيراً ، فلذلك نصب .

قال النابغة :

لا مرحباً بغد ولا أهلاً به *** إن كان تفريق الأحبة في غد