تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ} (131)

واتقوا النار التي أعدت للكافرين } بترك ما يوجب دخولها ، من الكفر والمعاصي ، على اختلاف درجاتها ، فإن المعاصي كلها- وخصوصا المعاصي الكبار- تجر إلى الكفر ، بل هي من خصال الكفر الذي أعد الله النار لأهله ، فترك المعاصي ينجي من النار ، ويقي من سخط الجبار ، وأفعال الخير والطاعة توجب رضا الرحمن ، ودخول الجنان ، وحصول الرحمة ، ولهذا قال : { وأطيعوا الله والرسول } بفعل الأوامر امتثالا ، واجتناب النواهي { لعلكم ترحمون }

فطاعة الله وطاعة رسوله ، من أسباب حصول الرحمة كما قال تعالى : { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة } الآيات .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ} (131)

وأمر تعالى عباده بالتقوى لعلهم يفلحون في الأولى والأخرى{[2]} ثم توعدهم بالنار وحذرهم منها ، فقال : { وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } .


[2]:ورواه ابن مردويه وأبو الشيخ كما في الدر (3/270).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ} (131)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ وَاتّقُواْ النّارَ الّتِيَ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ }

يقول تعالى ذكره للمؤمنين : واتقوا أيها المؤمنون النار أن تصلوها بأكلكم الربا بعد نهيي إياكم عنه التي أعددتها لمن كفر بي ، فتدخلوا مداخلهم بعد إيمانكم بي بخلافكم أمري ، وترككم طاعتي . كما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : { واتّقُوا النّارَ التي أُعدّتْ للكافرِينَ } التي جعلت دارا لمن كفر بي .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ} (131)

{ واتقوا النار التي أعدت للكافرين } بالتحرز عن متابعتهم وتعاطي أفعالهم ، وفيه تنبيه على أن النار بالذات معدة للكافرين وبالعرض للعصاة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ} (131)

وقوله : { واتقوا النار التي أعدت للكافرين } تحذير وتنفير من النَّار وما يوقع فيها ، بأنَّها معدودة للكافرين وإعدادها للكافرين . عَدل من الله تعالى وحكمة لأنّ ترتّب الأشياء على أمثالها من أكبر مظاهر الحكمة ، ومَن أشركوا بالله مخلوقاته ، فقد استحقّوا الحرمان من رحماته ، والمسلمون لا يرضَون بمشاركة الكافرين لأنّ الإسلام الحقّ يوجب كراهية ما ينشأ عن الكفر . وذاك تعريض واضح في الوعيد على أخذ الربا .

ومقابل هذا التنفير الترغيب الآتي في قوله : { وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين } [ آل عمران : 133 ] ، والتَّقوى أعلى درجات الإيمان .

وتعريف النار بهذه الصّلة يُشعر بأنَّه قد شاع بين المسلمين هذا الوصف للنَّار بما في القرآن من نحو قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } [ التحريم : 6 ] ، وقوله : { وبرزت الجحيم للغاوين } [ الشعراء : 91 ] الآية .