تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

{ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ } فتيقنوا ذلك واجزموا به واعلموا أنه لا بد من وقوعه .

فلما نزلت هذه الآيات التي فيها هذا الوعد صدق بها المسلمون ، وكفر بها المشركون حتى تراهن بعض المسلمين وبعض المشركين على مدة سنين عينوها ، فلما جاء الأجل الذي ضربه اللّه انتصر الروم على الفرس وأجلوهم من بلادهم التي أخذوها منهم وتحقق وعد اللّه .

وهذا من الأمور الغيبية التي أخبر بها اللّه قبل وقوعها ووجدت في زمان من أخبرهم اللّه بها من المسلمين والمشركين . { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } أن ما وعد اللّه به حق فلذلك يوجد فريق منهم يكذبون بوعد الله ، ويكذبون آياته .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

قوله تعالى : " وعد الله لا يخلف الله وعده " لأن كلامه صدق . " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " وهم الكفار وهم أكثر . وقيل : المراد مشركو مكة . وانتصب " وعد الله " على المصدر ، أي وعد ذلك وعدا .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

قوله : { وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ } وعد الله ، منصوب على المصدر المؤكد لما قبله{[3591]}ووعدُ الله أن الروم ستغلب فارس من بعد غلبة فارس لهم . وقد وعد الله المؤمنين بذلك وعدا لا يُخلف ؛ لأن الله يفي بوعده وليس في مواعيده إخلاف .

قوله : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي أكثر قريش لا يعلمون أن وعد الله حق ، وأنه لا يجوز في وعده إخلاف . وقيل : المراد بأكثر الناس ، الكافرون ، وهم الأكثرون ، فإنهم لا يعلمون الحق ولا يعبأون به ، وإنما يجنحون للشهوات والباطل .


[3591]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 249.