تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

ومن الناس فريق هداهم الله ، فآمنوا بالله ، وقبلوا ما جاءتهم به الرسل ، فآمنوا وعملوا الصالحات .

فهؤلاء لهم أجر غير ممنون أي : غير مقطوع بل هو أجر دائم مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

تم تفسير السورة ولله الحمد .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " استثناء منقطع ، كأنه قال : لكن الذين صدقوا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وعملوا الصالحات ، أي أدوا الفرائض المفروضة عليهم " لهم أجر " أي ثواب " غير ممنون " أي غير منقوص ولا مقطوع . يقال : مننت الحبل : إذا قطعته . وقد تقدم{[15882]} . " لهم أجر غير ممنون " سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله : فقال : غير مقطوع . فقال : هل تعرف ذلك العرب ؟ قال : نعم قد عرفه أخو يشكر حيث يقول{[15883]} :

فترى خَلْفَهُنَّ من سُرْعَةِ الرج *** ع مَنِينًا كأنه أَهْبَاءُ

قال المبرد : المنين : الغبار ؛ لأنها تقطعه وراءها . وكل ضعيف منين وممنون . وقيل : " غير ممنون " لا يمن عليهم به . وذكر ناس من أهل العلم أن قوله : " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ليس استثناء ، وإنما هو بمعنى الواو ، كأنه قال : والذين آمنوا . وقد مضى في " البقرة " {[15884]} القول فيه والحمد لله .


[15882]:راجع جـ 15 ص 341.
[15883]:تقدم هذا البيت بلفظ: فترى خلفها من الرجع و الـوقـ * ـع منينا . . . الخ.
[15884]:راجع جـ 2 ص 169.