تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

{ وَوَجَدَكَ عَائِلًا } أي : فقيرًا { فَأَغْنَى } بما فتح الله عليك{[1451]}  من البلدان ، التي جبيت لك أموالها وخراجها .

فالذي أزال عنك هذه النقائص ، سيزيل عنك كل نقص ، والذي أوصلك إلى الغنى ، وآواك ونصرك وهداك ، قابل نعمته بالشكران .


[1451]:- في ب: فأغناك الله بما فتح عليك.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

قوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى }

أي فقيرا لا مال لك . " فأغنى " أي فأغناك بخديجة رضي اللّه عنها ، يقال : عال الرجل يعيل عيلة : إذا افتقر . وقال أحيحة بن الجلاح :

فما يَدْرِي الفقيرُ متى غِنَاهُ *** وما يدري الغني متى يَعِيلُ

أي يفتقر . وقال مقاتل : فرضاك بما أعطاك من الرزق . وقال الكلبي : قنعك بالرزق . وقال ابن عطاء : ووجدك فقير النفس ، فأغنى قلبك . وقال الأخفش : وجدك ذا عيال . دليله " فأغنى " . ومنه قول جرير :

الله أنزلَ في الكتاب فريضةً *** لابن السبيل وللفقير العائلِ

وقيل : وجدك فقيرا من الحجج والبراهين ، فأغناك بها . وقيل : أغناك بما فتح لك من الفتوح ، وأفاءه عليك من أموال الكفار . القشيري : وفي هذا نظر ؛ لأن السورة مكية ، وإنما فرض الجهاد بالمدينة .

وقراءة العامة " عائلا " . وقرأ ابن السميقع " عيلا " بالتشديد ، مثل : طيب وهين .