تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

الآية8 : وقوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى } أي فقيرا فأغناك بما أراك من أمر الآخرة وما يسوق إليك من نعيمها ، أي بما أعد في له في الآخرة وما وعد له من النعيم والكرامات ، فهانت عليه الدنيا حتى ذكر أن الدنيا لم تكن تعدل عنده صلى الله عليه وسلم جناح بعوضة . وكذلك روي أن ( الغنى غنى القلب ) ( السهمي في تاريخ جرجان ص 140 ) .

ويحتمل أنه جعل له{[23790]} مالا ، بلطفه أغناه كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه نهى عن الوصال ، فقيل : أنت تواصل يا رسول الله ، فقال عليه السلام : أنا لست كأحدكم إن ربي يطعمني ، ويسقيني ) ( البخاري 1965 ) .

فجائز أن يكون لله تعالى لطف أغناه به ، وإن لم يطلعنا عليه ، والله أعلم .

وقال بعضهم : أغناك بمال خديجة رضي الله عنها وقال بعضهم { فأغنى } أي فأرضاك بما أعطاك من الرزق ، وأقنعك .


[23790]:في الأصل وم: فيه