اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

قوله : { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فأغنى } ، العائل : الفقير ، وهذه قراءة العامة يقال : عال زيد ، أي : افتقر .

قال الشاعر : [ الوافر ]

5243- ومَا يَدْري الفَقِيرُ متَى غِنَاهُ *** ومَا يَدْرِي الغَنِيُّ متَى يَعِيلُ{[60419]}

وقال جرير : [ الكامل ]

5244- اللهُ أنْزَلَ في الكِتَابِ فَريضَةً *** لابْنِ السَّبِيلِ وللفَقِيرِ العَائِلِ{[60420]}

وقرأ اليماني{[60421]} : «عيِّلاً » بكسر الياء المشددة ك «سيد » .

وقال ابن الخطيب{[60422]} : العائل ذو العيلة ، ثم أطلق على الفقير لم يكن له عيال ، والمشهور أن المراد به الفقير ، ويؤيده ما روي{[60423]} في مصحف عبد الله : «وَوَجَدَكَ عديماً » .

وقوله تعالى : { فأغنى } ، أي : فأغناك خديجة وتربية أبي طالب ، ولما اختل ذلك أغناك بمال أبي بكر - رضي الله عنه - ، ولما اختل ذلك أمره بالهجرة وأغناه بإعانة الأنصار - رضي الله عنهم - ، ثم أمره بالجهاد ، وأغناه صلى الله عليه وسلم بالغنائم .

[ وقال مقاتل : أغناك بما أعطاك من الرزق{[60424]} .

وقال عطاء : وجدك فقير النفس ، فأغنى قلبك ، وقيل : فقيراً من الحجج والبراهين ، فأغناك بها{[60425]} ]{[60426]} .


[60419]:البيت لأحيحة بن الجلاح، ينظر مجاز القرآن 1/255، واللسان (عيل)، والطبري 30/149، والقرطبي 20/67، ومجمع البيان 10/763، والبحر 8/482، والدر المصون 6/539، وفتح القدير 5/458.
[60420]:ينظر ديوانه ص 503، والقرطبي 20/97، والبحر 8/481، والدر المصون 6/539.
[60421]:ينظر: المحرر الوجيز 5/494، والبحر المحيط 8/481، والدر المصون 6/539.
[60422]:الفخر الرازي 31/197.
[60423]:ينظر: المحرر الوجيز 5/595.
[60424]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/67).
[60425]:ينظر: المصدر السابق.
[60426]:سقط من: ب.