الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

{ وَوَجَدَكَ عَآئِلاً } فقيراً عديماً فأغناك بمال خديجة ، ثم بالغنائم ، وقال مقاتل : فرضاك بما أعطاك من الرزق ، وقرأ ابن السميقع : وجدك عيّلا بتشديد الياء من غير ألف على وزن فيعل ، كقولك : طاب يطيب فهو طيّب . وعن ابن عطاء : وجدك فقير النفس ، وقيل : فقيراً إليه فأغناك به ، وقيل : غنياً بالمعرفة فقيراً عن أحكامها ، فأغناك بأحكام المعرفة حتى تم لك الغنى .

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حبيش ، عن بعضهم أنه قال : وجدك عائلا تعول الخلق بالعلم فأغناك بالقرآن والعلم والحكمة ، وقال الأخفش : وجدك ذا عيال . دليله قوله صلى الله عليه وسلم : " وابدأ بمن تعول " .

عن ابن عطاء : لم يكن معك كتاب ولا شريعة فأغناك بهما ، وقيل : وجدك عائلا عن الصحابة محتاجاً إليهم ، فأكثرنا لك الاخوان والأعوان ، وحذف الكاف من قوله فآوى واختيها لمشاكلة رؤوس الآي ، ولأن المعنى معروف .