تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحٞ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ} (75)

{ 75 - 82 } ثم ذكر أنموذجا من عواقب الأمم المكذبين فقال :

{ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ } يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام ، أول الرسل ، أنه لما دعا قومه إلى اللّه ، تلك المدة الطويلة فلم يزدهم دعاؤه ، إلا فرارا ، أنه نادى ربه فقال : { رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } الآية .

وقال : { رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ } فاستجاب اللّه له ، ومدح تعالى نفسه فقال : { فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ } لدعاء الداعين ، وسماع تبتلهم وتضرعهم ،

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحٞ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ} (75)

69

ويبدأ بقصة نوح في إشارة سريعة تبين العاقبة ، وتقرر عناية الله بعباده المخلصين :

( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون . ونجيناه وأهله من الكرب العظيم . وجعلنا ذريته هم الباقين . وتركنا عليه في الآخرين ، سلام على نوح في العالمين . إنا كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين . ثم أغرقنا الآخرين ) .

وتتضمن هذه الإشارة توجه نوح بالنداء إلى ربه ، وإجابة دعوته إجابة كاملة وافية . إجابتها من خير مجيب . الله سبحانه . ( فلنعم المجيبون ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحٞ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ} (75)

لما ذكر تعالى عن أكثر الأولين أنهم ضلوا عن سبيل النجاة ، شرع يبين ذلك مفصلا فذكر نوحا ، عليه السلام ، وما لقى من قومه من التكذيب ، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول المدة ، [ فإنه ] {[24995]} لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، فلما طال عليه ذلك واشتد عليه تكذيبهم ، وكلما دعاهم ازدادوا نفرة ، فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ، فغضب الله لغضبه عليهم ؛ ولهذا قال : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ } أي : فلنعم المجيبون{[24996]} له .


[24995]:- زيادة من ت.
[24996]:- (2) في ت، أ: "المجيبون كنا له".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحٞ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ} (75)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ } .

يقول تعالى ذكره : لقد نادانا نوح بمسألته إيانا هلاك قومه ، فقال : رَبّ إنّي دَعَوْتُ قَوْمي لَيْلاً ونهارا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائي إلاّ فِرَارا . . . إلى قوله : رَبّ لا تَذَرْ على الأرْضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّارا . وقوله : فَلَنِعْمَ المُجِيبُونَ يقول : فلنعم المجيبون كنا له إذ دعانا ، فأجبنا له دعاءه ، فأهلكنا قومه وَنَجّيْناهُ وأهْلَهُ يعني : أهل نوح الذين ركبوا معه السفينة . وقد ذكرناهم فيما مضى قبل ، وبيّنا اختلاف العلماء في عددهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ولَقَدْ نادَانا نُوحٌ فَلَنَعْمَ المُجِيبُونَ قال : أجابه الله .

وقوله : مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ يقول : من الأذى والمكروه الذي كان فيه من الكافرين ، ومن كرب الطّوفان والغرق الذي هلك به قوم نوح ، كما :

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضّل ، قال : حدثنا أسباط عن السديّ وَنجّيْناهُ وأهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ قال : من الغرق .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحٞ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ} (75)

{ ولقد نادانا نوح } شروع في تفصيل القصص بعد إجمالها ، أي ولقد دعانا حين أيس من قومه . { فلنعم المجيبون } أي فأجبناه أحسن الإجابة فوالله لنعم المجيبون نحن ، فحذف منها ما حذف لقيام ما يدل عليه .