قوله تعالى : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } الآية . لما قال : ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين وقال : «فانظر كيف كان عاقبة المنذرين » أتبعه بشرح وقائع الأنبياءَ - عليهم ( الصلاة و ) السلام - فقال : «وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ » أي نادى ربه أن ينجيه مَعَ من نَجْا من الغَرق ، وقيل : نادى ربه أي اسْتَنْصَرهُ على كفار قومه ، فأجاب الله دعاءه .
قوله : { فَلَنِعْمَ المجيبون } جواب لقسم مقدر أي فوالله{[47148]} ومثله :
4217- لَعَمْرِي لَنِعْمَ السَّيِّدَانِ وُجدتُمَا{[47149]} . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والمخصوص بالمدح محذوف تقديره أي نَحْنُ{[47150]} أجَبْنَا دُعَاءه وأهلكنا قومه . { وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكرب العظيم } واعلم أن هذه الإجابة كانت من النعم العظيمة وذلك من وجوه :
أحدها : أنه تعالى عبر عن ذاته بصيغة الجمع فقال : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } والقادر العظيم لا يليق به إلا الإحسان العظيم .
وثانيها : أنه أعاد صيغة الجمع في قوله : فلنعم المجيبون ( من{[47151]} ذلك أيضاً يدل على تعظيم تلك النعمة لا سيما وقد وصف تلك الإجابة بأنها نعمة الإجابة .
وثالثها : أن الفاء في قوله : { فَلَنِعْمَ المجيبون } يدل على أن محصول{[47152]} هذه الإجابة مرتب{[47153]} على ذلك النداء والحكم المرتب على الوصف المناسب يقتضي كونه معلّلاً به . وهذا يدل على أن النداء بالإخلاص سبب لحصول الإجابة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.