فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحٞ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ} (75)

لما ذكر سبحانه أنه أرسل في الأمم الماضية منذرين : ذكر تفصيل بعض ما أجمله ، فقال : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } واللام هي الموطئة للقسم ، وكذا اللام في قوله : { فَلَنِعْمَ المجيبون } أي نحن ، والمراد : أن نوحاً دعا ربه على قومه لما عصوه ، فأجاب الله دعاءه ، وأهلك قومه بالطوفان . فالنداء هنا هو : نداء الدعاء لله ، والاستغاثة به ، كقوله : { رَّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّاراً } [ نوح : 26 ] ، وقوله : { أَنّى مَغْلُوبٌ فانتصر } [ القمر : 10 ] قال الكسائي : أي فلنعم المجيبون له كنا .