( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ )
فهؤلاء الغاوون صنوف ودرجات . والغواية ألوان وأشكال . ولكل باب منهم جزء مقسوم ، بحسب ما يكونون وما يعملون .
وينتهي المشهد وقد وصل السياق بالقصة إلى نقطة التركيز وموضع العبرة . ووضح كيف يسلك الشيطان طريقه إلى النفوس . وكيف تغلب خصائص الطين في الإنسان على خصائص النفخة . فأما من يتصل بالله ويحتفظ بنفخة روحه فلا سلطان عليه للشيطان . .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِنّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْءٌ مّقْسُومٌ } .
يقول تعألى ذكره لإبليس : وإن جهنم لموعد من تبعك أجمعين . لها سَبْعَةُ أبوابٍ يقول : لجهنم سبعة أطباق ، لكلَ طَبَق منهم : يعني من أتباع إبليس جزء ، يعني : قسما ونصيبا مقسوما .
وذُكر أن أبواب جهنم طبقات بعضها فوق بعض . ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت أبا هارون الغنوي ، قال : سمعت حِطان ، قال : سمعت عليّا وهو يخطب ، قال : إن أبواب جهنم هكذا . ووضع شُعبة إحدى يديه على الأخرى .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي هارون الغنوي ، عن حطان بن عبد الله ، قال : قال عليّ : تدرون كيف أبواب النار ؟ قلنا : نعم كنحو هذه الأبواب . فقال : لا ، ولكنها هكذا . فوصف أبو هارون أطباقا بعضها فوق بعض ، وفعل ذلك أبو بشر .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي هارون الغنوي ، عن حطان بن عبد الله عن عليّ ، قال : هل تدرون كيف أبواب النار ؟ قالوا : كنحو هذه الأبواب ، قال : لا ، ولكن هكذا . ووصف بعضها فوق بعض .
حدثنا هارون بن إسحاق ، قال : حدثنا مصعب بن المقدام ، قال : أخبرنا إسرائيل ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن هبيرة ، عن عليّ ، قال : أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض ، فيمتلىء الأوّل ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، ثم تمتلىء كلها .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ، عن عليّ قال : أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض وأشار بأصابعه على الأوّل ، ثم الثاني ، ثم الثالث حتى تملأ كلها .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن هبيرة ابن مريم ، قال : سمعت عليّا يقول : إن أبواب جهنم بعضا فوق بعض ، فيملأ الأوّل ثم الذي يليه ، إلى آخرها .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عليّ ، قال : أخبرنا محمد بن يزيد الواسطيّ ، عن جَهْضَم ، قال : سمعت عكرمة يقول في قوله : لها سَبْعَةُ أبوابٍ قال : لها سبعة أطباق .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : لها سَبْعَةُ أبوابٍ قال : أوّلها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية . والجحيم فيها أبو جهل .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : لها سَبْعَةُ أبوابٍ لِكُلّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ وهي والله منازل بأعمالهم .
وقوله { لها سبعة أبواب } قيل إن النار بجملتها سبعة أطباق أعلاها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم وفيه أبو جهل ، ثم الهاوية ، وإن في كل طبق منها باباً ، فالأبواب على هذا بعضها فوق بعض ، وعبر في هذه الآية عن النار جملة ب { جهنم } إذ هي أشهر منازلها وأولها وهي موضع عصاة المؤمنين الذين لا يخلدون ، ولهذا روي أن جهنم تخرب وتبلى ، وقيل إن النار أطباق كما ذكرنا لكن «الأبواب السبعة » كلها في جهنم على خط استواء ، ثم ينزل من كل باب إلى طبقة الذي يفضى إليه .
قال القاضي أبو محمد : واختصرت ما ذكر المفسرون في المسافات التي بين الأبواب وفي هواء النار ، وفي كيفية الحال إذ هي أقوال أكثرها لا يستند ، وهي في حيز الجائز ، والقدرة أعظم منها ، عافانا الله من ناره وتغمدنا برحمته بمنه . وقرأ الجمهور «جزء » بهمز ، وقرأ ابن شهاب «جزُء » بضم الزاي{[7175]} ، وقرأت فرقة «جزّ » بشد الزاي دون همز وهي قراءة ابن القعقاع{[7176]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.