تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا} (98)

{ وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا } أي : لا يكون هذا لأنه في غاية البعد عن عقولهم الفاسدة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا} (98)

القول في تأويل قوله تعالى : { ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَإِذَا كُنّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } .

يقول تعالى ذكره : هذا الذي وصفنا من فعلنا يوم القيامة بهؤلاء المشركين ، ما ذكرت أن نفعل بهم من حشرهم على وجوههم عميا وبكما وصما ، وإصلائنا إياهم النار على ما بيّنا من حالتهم فيها ثوابَهم بكفرهم في الدنيا بآياتنا ، يعني بأدلته وحججه ، وهم رسله الذين دعوهم إلى عبادته ، وإفرادهم إياه بالألوهة دون الأوثان والأصنام ، وبقولهم إذا أُمروا بالإيمان بالميعاد ، وبثواب الله وعقابه في الاَخرة أئِذَا كُنّا عِظاما بالية وَرُفاتا قد صرنا ترابا أئِنّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقا جَدِيدا يقولون : نُبعث بعد ذلك خلقا جديدا كما ابتدأناه أوّل مرّة في الدنيا استنكارا منهم لذلك ، واستعظاما وتعجبا من أن يكون ذلك .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا} (98)

استئناف بياني لأن العقاب الفظيع المحكي يثير في نفوس السامعين السؤال عن سبب تركب هذه الهيئة من تلك الصورة المفظعة ، فالجواب بأن ذلك بِسبب الكفر بالآيات وإنكار المعاد .

فالإشارة إلى ما تقدم من قوله : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم } [ الإسراء : 97 ] إلى آخر الآية بتأويل : المذكور .

والجزاء : العوض عن عمل .

والباء في { بأنهم كفروا } للسببية .

والظاهر أن جملة { وقالوا أإذا كنا عظاما } الخ . عطف على جملة { بأنهم كفروا } . فذكر وجه اجتماع تلك العقوبات لهم ، وذُكر سببان :

أحدهما : الكفر بالآيات ويندرج فيه صنوف من الجرائم تفصيلاً وجمعاً تناسبها العقوبة التي في قوله : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم } [ الإسراء : 97 ] .

وثانيهما : } إنكارهم البعث بقولهم : { أإذا كنا عظاما ورفاتاً أئنا لمبعوثون خلقا جديداً } المناسب له أن يُعاقبوا عقاباً يناسب ما أنكروه من تجدد الحياة بعد المصير رفاتاً ، فإن رفات الإحراق أشد اضمحلالاً من رفات العظام في التراب .

والاستفهام في حكاية قولهم : { أإذا كنا عظاماً } وقوله : { أئنا لمبعوثون } إنكاري . وتقدم اختلاف القراء في إثبات الهمزتين في قوله : { أإذا } وفي إثباتها في قوله : { أإذا لمبعوثون } في نظير هذه الآية من هذه السورة .