السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا} (98)

ثم بين علة تعذيبهم ليرجع منهم من قضى بسعادته بقوله تعالى : { ذلك } أي : العذاب العظيم { جزاؤهم بأنهم } أي : أهل الضلالة { كفروا بآياتنا } القرآنية وغيرها وكانوا كل يوم يزدادون كفراً وهم عازمون على الدوام على ذلك ما بقوا { وقالوا } إنكاراً لقدرتنا { أئذا كنا عظاماً ورفاتاً } ممزقين في الأرض ثم كرّروا الإنكار كأنهم على ثقة من أمرهم هذا الذي بطلانه أوضح من الشمس بقولهم { أئنا لمبعوثون خلقاً جديداً } فنحن نريهم جزاء على هذا الإنكار المكرّر الخلق الجديد في جلودهم ولحومهم مكرّراً كل لحظة ، قال تعالى : { كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب } [ النساء ، 56 ] .