تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلۡخِزۡيَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (26)

{ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ } بذلك العذاب { الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فافتضحوا عند اللّه وعند خلقه { وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } فليحذر هؤلاء من المقام على التكذيب ، فيصيبهم ما أصاب أولئك من التعذيب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلۡخِزۡيَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (26)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَأَذَاقَهُمُ اللّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلَعَذَابُ الاَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } .

يقول تعالى ذكره : فعجل الله لهؤلاء الأمم الذين كذّبوا رسلهم الهوان في الدنيا ، والعذاب قبل الاَخرة ، ولم ينظِرهم إذ عتوا عن أمر ربهم وَلَعَذابُ الاَخِرَةِ أكْبَرُ يقول : ولعذاب الله إياهم في الاَخرة إذا أدخلهم النار ، فعذّبهم بها ، أكبر من العذاب الذي عذّبهم به في الدنيا ، لو كانوا يعلمون يقول : لو علم هؤلاء المشركون من قريش ذلك .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلۡخِزۡيَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (26)

{ فأذاقهم الله الخزي } الذل { في الحياة الدنيا } كالمسخ والخسف والقتل والسبي والإجلاء . { ولعذاب الآخرة } المعد لهم . { أكبر } لشدته ودوامه . { لو كانوا يعلمون } لو كانوا من أهل العلم والنظر لعلموا ذلك واعتبروا به .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلۡخِزۡيَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (26)

واستعارة الإِذاقة لإِهانة الخزي تخييلية وهي من تشبيه المعقول بالمحسوس .

وعطف عليه { ولعذاب الآخرة أكبر } للاحتراس ، أي أن عذاب الآخرة هو الجزاء ، وأما عذاب الدنيا فقد يصيب الله به بعض الظلمة زيادة خزي لهم .

وقوله : { لو كانوا يعلمون } جملة معترضة في آخر الكلام . ومفعول { يَعْلَمُونَ } دل عليه الكلام المتقدم ، أي لو كان هؤلاء يعلمون أن الله أذاق الآخرين الخزي في الدنيا بسبب تكذيبهم الرسل ، وأن الله أعدّ لهم عذاباً في الآخرة هو أشد . وضمير { يَعْلَمُونَ } عائد إلى ما عاد إليه ضمير { قَبْلِهِمْ } . وجواب { لو } محذوف دل عليه التعريض بالوعيد في قوله : { كَذَّبَ الذين من قَبْلِهم } الآية ، تقديره : لو كانوا يعلمون أن ما حلّ بهم سببه تكذيبهم رسلهم كما كذّب هؤلاء محمداً صلى الله عليه وسلم .

ووصف عذاب الآخرة ب { أكبر } بمعنى : أشد فهو أشد كيفية من عذاب الدنيا وأشد كمية لأنه أبدي .