تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

{ 34-37 } { إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِ نْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ }

يخبر تعالى { إِنَّ هَؤُلَاءِ } المكذبين يقولون مستبعدين للبعث والنشور : { إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ } أي : ما هي إلا الحياة الدنيا فلا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ هََؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاّ مَوْتَتُنَا الاُوْلَىَ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ * فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل مشركي قريش لنبيّ الله صلى الله عليه وسلم : إن هؤلاء المشركين من قومك يا محمد لَيَقُولُونَ إنْ هِيَ إلاّ مَوْتَتُنا الأُولى التي نموتها ، وهي الموتة الأولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ بعد مماتنا ، ولا بمبعوثين تكذيبا منهم بالبعث والثواب والعقاب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إنّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إنْ هِيَ إلاّ مَوْتَتُنَا الأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ قال : قد قال مشركو العرب وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ أي : بمبعوثين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

{ إن هؤلاء } يعني كفار قريش لأن الكلام فيهم وقصة فرعون وقومه مسوقة للدلالة على أنهم مثلهم في الإصرار على الضلالة ، والإنذار عن مثل ما حل بهم . { ليقولون } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَيَقُولُونَ} (34)

اعتراض بين جملة { يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون } [ الدخان : 16 ] وجملة { أهم خيرٌ أم قوم تُبّع } [ الدخان : 37 ] فإنه لما هددهم بعذاب الدخان ثم بالبطشة الكبرى وضرب لهم المثل بقوم فرعون أعقب ذلك بالإشارة إلى أن إنكار البعث هو الذي صرفهم عن توقع جزاء السوء على إعراضهم .

وافتتاح الكلام بحرف { إنّ } الذي ليس هو للتأكيد لأن هذا القول إلى المشركين لا تردّد فيه حتى يحتاج إلى التأكيد فتعين كون حرف { إنَّ } لمجرد الاهتمام بالخبر ، وهو إذا وقع مثل هذا الموقع أفاد التسبب وأغنى عَن الفاء . فالمعنى : إنا منتقمون منهم بالبطشة الكبرى لأنهم لا يرتدعون بوعيد الآخرة لإنكارهم الحياة الآخرة فلم ينظروا إلا لما هم عليه في الحياة الدنيا من النعمة والقوة فلذلك قدر الله لهم الجزاء على سوء كفرهم جزاء في الحياة الدنيا .