تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (51)

ثم ذكر عدم المانع لهم من الانقياد فقال { يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا } أي : غرامة من أموالكم ، على ما دعوتكم إليه ، فتقولوا : هذا يريد أن يأخذ أموالنا ، وإنما أدعوكم وأعلمكم مجانا .

{ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ } ما أدعوكم إليه ، وأنه موجب لقبوله ، منتف المانع عن رده .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (51)

القول في تأويل قوله تعالى : { يَقَوْمِ لآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى الّذِي فَطَرَنِيَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه : يا قوم لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة لله وخلع الأوثان والبراءة منها جزاء وثوابا . إنْ أجْرِيَ إلاّ على الّذِي فَطَرَنِي يقول : إن ثوابي وجزائي على نصيحتي لكم ، ودعائكم إلى الله ، إلا على الذي خلقني . أفَلا تَعْقِلُونَ يقول : أفلا تعقلون أني لو كنت أبتغي بدعايتكم إلى الله غير النصيحة لكم وطلب الحظّ لكم في الدنيا والاَخرة لالتمست منكم على ذلك بعض أعراض الدنيا وطلبت منكم الأجر والثواب ؟

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنْ أجْرِيَ إلاّ على الّذِي فَطَرَنِي أي خلقني .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (51)

{ يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني } خاطب كل رسول به قومه إزاحة للتهمة وتمحيضا للنصيحة فإنها لا تنجع ما دامت مشوبة بالمطامع . { أفلا تعقلون } أفلا تستعملون عقولكم فتعرفوا المحق من المبطل والصواب من الخطأ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (51)

وقرأ جمهور الناس : «يا قومِ » بكسر الميم ، وقرأ ابن محيصن : «يا قومُ » برفع الميم ، وهي لغة حكاها سيبويه ، وقرأ جمهور الناس : «غيرهُ » بالرفع على النعت أو البدل من موضع قوله : { من إله } . وقرأ الكسائي وحده بكسر الراء ، حملاً على لفظ : { إله } وذلك أيضاً على النعت أو البدل ويجوز «غيرَه » نصباً على الاستثناء .

و { مفترون } معناه كاذبون أفحش كذب في جعلكم الألوهية لغير الله تعالى ، والضمير في قوله : { عليه } عائد على الدعاء إلى الله تعالى ، والمعنى : ما أجرى وجزائي إلا من عند الله ، ثم وصفه بقوله { الذي فطرني } فجعلها صفة رادة عليهم في عبادتهم الأصنام واعتقادهم أنها تفعل ، فجعل الوصف بذلك في درج كلامه ، منبهاً على أفعال الله تعالى ، وأنه هو الذي يستحق العبادة ، و «فطر » معناه اخترع وأنشأ ، وقوله : { أفلا تعقلون } توقيف على مجال القول بأن غير الفاطر إله ، ويحتمل أن يريد .