فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (51)

ثم خاطبهم { يا قوم لا أسألكم عليه أجرا } أي لا أطلب منكم أجرا على الذي أبلغكم وأنصحكم به من الإرشاد إلى عبادة الله وحده وأنه لا إله لكم سواه ، فالضمير راجع إلى مضمون هذا الكلام وخاطب بهذا كل نبي قومه إزاحة لما عسى أن يتوهموه وإمحاضا للنصيحة فإنها ما دامت مشوبة بالمطامع فهي بمعزل عن التأثير وقد تقدم معنى هذا في قصة نوح وقال هنا أجرا وهناك ما لا تفننا أو لذكر الخزائن بعده هناك ولفظ المال بها أليق .

{ أن أجري إلا على الذي فطرني } أي ما أجري الذي أطلب إلا ممن خلقني فهو الذي يثيبني على ذلك { أفلا تعقلون } أن أجر الناصحين إنما هو من رب العالمين .