فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (51)

ثم خاطبهم فقال : { لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } أي : لا أطلب منكم أجراً على ما أبلغه إليكم ، وأنصحكم به من الإرشاد إلى عبادة الله وحده ، وأنه لا إله لكم سواه ، فالضمير راجع إلى مضمون هذا الكلام . وقد تقدّم معنى هذا في قصة نوح { إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الذي فَطَرَنِي } أي : ما أجري الذي أطلب إلا من الذي فطرني : أي : خلقني فهو الذي يثيبني على ذلك { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن أجر الناصحين إنما هو من ربّ العالمين .

/خ60