تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (53)

{ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ } لأنهم لا يقبلون الإبصار بسبب عماهم فليس منهم{[656]}  قابلية له .

{ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ } فهؤلاء الذين ينفع فيهم إسماع الهدى المؤمنون بآياتنا بقلوبهم المنقادون لأوامرنا المسلمون لنا ، لأن معهم الداعي القوي لقبول النصائح والمواعظ وهو استعدادهم للإيمان بكل آية من آيات اللّه واستعدادهم لتنفيذ ما يقدرون عليه من أوامر اللّه ونواهيه .


[656]:- في ب: فيهم.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (53)

وقوله : وَما أنْتَ بِهادِ العُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ يقول تعالى ذكره : وما أنت يا محمد بمسدّد من أعماه الله عن الاستقامة ، وَمَحجة الحقّ ، فلم يوفقه لإصابة الرشد ، فصارِفه عن ضلالته التي هو عليها ، وركوبه الجائر من الطرق ، إلى سبيل الرشاد ، يقول : ليس ذلك بيدك ولا إليك ، ولا يقدر على ذلك أحد غيري ، لأني القادر على كل شيء . وقيل : بهادي العمي عن ضلالتهم ، ولم يقل : من ضلالتهم . لأن معنى الكلام ما وَصَفْت ، من أنه : وما أنت بصارفهم عنه ، فحمل على المعنى . ولو قيل : من ضلالتهم كان صوابا . وكان معناه : ما أنت بمانعهم من ضلالتهم .

وقوله : إنْ تُسْمِعُ إلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بآياتِنا يقول تعالى ذكره لنبيه : ما تسمع السماع الذي ينتفع به سامعه فيعقله ، إلاّ من يؤمن بآياتنا ، لأن الذي يؤمن بآياتنا إذا سمع كتاب الله تدبّره وفهمه وعقَله ، وعمل بما فيه ، وانتهى إلى حدود الله ، الذي حدّ فيه ، فهو الذي يسمع السماع النافع .

وقوله : فَهُمْ مُسْلِمُونَ يقول : فهم خاضعون لله بطاعته ، متذللون لمواعظ كتابه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (53)

{ وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم } سماهم عميا لفقدهم المقصود الحقيقي من الأبصار أو لعمى قلوبهم ، وقرأ حمزة وحده " تهدي العمي " { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } فإن إيمانهم يدعوهم إلى تلقي اللفظ وتدبر المعنى ، ويجوز أن يراد بالمؤمن المشارف للإيمان . { فهم مسلمون } لما تأمرهم به .