الآية 53 وكذلك الحكمة في قوله : { وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم } أي لا تقدر أن تهدي العمي عن ضلالتهم [ والأعمى هو ]( {[16125]} ) الذي يعمى عن ضلالته ، ويظن أنه على الهدى ، وغيره على الضلال . فأما من كان مقرّا بالضلال [ فإنك لا تقدر ]( {[16126]} ) أن تهديه . يخبر عن شدة سفههم وتعنّتهم وعماهم في ضلالتهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } أي ما يسمع إلا من يؤمن بآياتنا . هذا يدل على أن قوله : { فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولّوا مدبرين } وقوله { وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم } هي المواعظ لا نفس الهدى لأنه( {[16127]} ) قال : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون } .
ثم يحتمل قوله : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } [ أن يكون ]( {[16128]} ) كقوله : { إنما تنذر من اتبع الذكر } [ يس : 11 ] أي إنما ينتفع بإنذارك من اتبع الهدى ، أو إن الذي يقبل النذارة من اتبع الهدى . فأما من لم يتبع الهدى فلا ينتفع . فعلى ذلك يحتمل قوله : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } أي ما ينتفع أو لا يسمع المواعظ إلا من يؤمن بذلك ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.