تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (53)

الآية 53 وكذلك الحكمة في قوله : { وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم } أي لا تقدر أن تهدي العمي عن ضلالتهم [ والأعمى هو ]( {[16125]} ) الذي يعمى عن ضلالته ، ويظن أنه على الهدى ، وغيره على الضلال . فأما من كان مقرّا بالضلال [ فإنك لا تقدر ]( {[16126]} ) أن تهديه . يخبر عن شدة سفههم وتعنّتهم وعماهم في ضلالتهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } أي ما يسمع إلا من يؤمن بآياتنا . هذا يدل على أن قوله : { فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولّوا مدبرين } وقوله { وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم } هي المواعظ لا نفس الهدى لأنه( {[16127]} ) قال : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون } .

ثم يحتمل قوله : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } [ أن يكون ]( {[16128]} ) كقوله : { إنما تنذر من اتبع الذكر } [ يس : 11 ] أي إنما ينتفع بإنذارك من اتبع الهدى ، أو إن الذي يقبل النذارة من اتبع الهدى . فأما من لم يتبع الهدى فلا ينتفع . فعلى ذلك يحتمل قوله : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } أي ما ينتفع أو لا يسمع المواعظ إلا من يؤمن بذلك ، والله أعلم .


[16125]:في الأصل وم: وهو.
[16126]:في الأصل: فأما من كان، في م: فإنك تقدر.
[16127]:في الأصل وم: حيث.
[16128]:ساقطة من الأصل وم.