تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَآ أَسۡفَرَ} (34)

والنهار وقت إسفاره ، لاشتمال المذكورات على آيات الله العظيمة ، الدالة على كمال قدرة الله وحكمته ، وسعة سطانه ، وعموم رحمته ، وإحاطة علمه ، والمقسم عليه قوله : { إِنَّهَا } أي النار

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَآ أَسۡفَرَ} (34)

وحق { والصبح إِذَآ أَسْفَرَ } ، أى : إذا أضاء وابتدأ فى الظهور والسطوع .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَآ أَسۡفَرَ} (34)

ويعقب على هذه الوقفة التقريرية لهذه الحقيقة من حقائق الغيب ، ولمناهج التصور الهادية والمضللة . . يعقب على هذا بربط حقيقة الآخرة ، وحقيقة سقر ، وحقيقة جنود ربك ، بظواهر الوجود المشهودة في هذا العالم ، والتي يمر عليها البشر غافلين ، وهي تشي بتقدير الإرادة الخالقة وتدبيرها ، وتوحي بأن وراء هذا التقدير والتدبير قصدا وغاية ، وحسابا وجزاء :

كلا والقمر . والليل إذ أدبر . والصبح إذا أسفر . إنها لأحدى الكبر . نذيرا للبشر . .

ومشاهد القمر ، والليل حين يدبر ، والصبح حين يسفر . . مشاهد موحية بذاتها ، تقول للقلب البشري أشياء كثيرة ؛ وتهمس في أعماقه بأسرار كثيرة ؛ وتستجيش في أغواره مشاعر كثيرة . والقرآن يلمس بهذه الإشارة السريعة مكامن هذه المشاعر والأسرار في القلوب التي يخاطبها ، على خبرة بمداخلها ودروبها !

وقل أن يستيقظ قلب لمشهد القمر حين يطلع وحين يسري وحين يغيب . . ثم لا يعي عن القمر شيئا يهمس له به من أسرار هذا الوجود ! وإن وقفة في نور القمر أحيانا لتغسل القلب كما لو كان يستحم بالنور !

وقل أن يستيقظ قلب لمشهد الليل عند إدباره ، في تلك الهدأة التي تسبق الشروق ، وعندما يبدأ هذا الوجود كله يفتح عينيه ويفيق . . ثم لا ينطبع فيه أثر من هذا المشهد وتدب في أعماقه خطرات رفافة وشفافة .

وقل أن يستيقظ قلب لمشهد الصبح عند إسفاره وظهوره ، ثم لا تنبض فيه نابضة من إشراق وتفتح وانتقال شعوري من حال إلى حال ، يجعله أشد ما يكون صلاحية لاستقبال النور الذي يشرق في الضمائر مع النور الذي يشرق في النواظر .

والله الذي خلق القلب البشري يعلم أن هذه المشاهد بذاتها تصنع فيه الأعاجيب في بعض الأحايين ، وكأنها تخلقه من جديد .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَآ أَسۡفَرَ} (34)

{ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ } أي : أشرق ،

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَآ أَسۡفَرَ} (34)

و «أسفر الصبح » أضاء وانتشر ضوءه قبل طلوع الشمس بكثير والإسفار رتب أول ووسط وآخر ، ومن هذه اللفظة السَّفر ، والسفر بفتح السين ، والسفير{[11442]} وسفرت المرأة عن وجهها كلها ترجع إلى معنى الظهور والانجلاء ، وقرأ عيسى بن الفضيل وابن السميفع : «إذا اسفر » ، فكأن المعنى طرح الظلمة عن وجهه وضعفها أبو حاتم .


[11442]:السفر: الصبح والفجر، قال الأخطل: إني أبيت وهم الليل يبعثه من أول الليل حتى يفرج السفر أي: أبيت أسري إلى انفجار الصبح. والسفر –بالكسر- الكتاب، وقيل: هو الكتاب الكبير، وقيل: هو جزء من التوراة، والجمع أسفار. والسفير: الرسول والمصلح بين القوم، والجمع سفراء، يقال: سفرت بين القوم إذا سعيت بينهم في الإصلاح. "راجع اللسان".