اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَآ أَسۡفَرَ} (34)

قوله تعالى : { والصبح إِذَآ أَسْفَرَ } . أي أضاء ، وفي الحديث : «أسِفرُوا بالفَجْرِ » .

ومنه قوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } [ عبس : 38 ] .

وقرأ العامة : «أسْفَرَ » بالألف وعيسى بن الفضل وابن{[58561]} السميفع : «سَفَر » ثلاثياً .

والمعنى : طرح الظُّلمة عن وجهه على وجه الاستعارة ، وهما لغتان .

ويقال : سَفَرَ وجه فلان إذا أضاء ، وأسفر وجهه حسناً : أي أشرق ، وسفرت المرأة ، أي كشفت عن وجهها ، فهي سافرة .

قال القرطبي{[58562]} : ويجوز أن يكون سَفَرَ الظلام ، أي كنسه ، كما يسفر البيت أي : يُكنس ، ومنه السفير ، لما يسقط من ورق الشجر ويتحاتّ ، يقال : إنما سمي سفيراً لأن الريح تُسْفره ، أي : تكنسه ، والمُسفرة : المكنسة " .


[58561]:ينظر: المحرر الوجيز 5/397، والبحر المحيط 8/370، والدر المصون 6/419.
[58562]:الجامع لأحكام القرآن 19/55.