الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَآ أَسۡفَرَ} (34)

( والصبح إذا اسفر )

أي : أضاء وأقبل يقال أسفر الصبح إذا أضاء وانكشف . ومنه : سفرت المرأة عن وجهها {[71578]} إذا كشفته ومنه قيل : سفر " للكتاب الذي فيه العلم ، لأنه يبين ويكشف . ومنه : سفرت الريح الغمام : كشفته . ومنه : سفرت البيت : أي : كنسته ، ومنه قيل : سفير " للذي يسعى في الصلح ، لأنه يكشف المكروه ويزيله {[71579]} .

وحكى بعض البصريين {[71580]} : دبرني إذا جاء خلفي . وأدبر إذا ولى {[71581]} . واختار [ أبو عبيد ] {[71582]} [ إذا أدبر ] {[71583]} ، لأن بعده : ( إذا أسفر ) {[71584]} . وحكي : دبر وأدبر : لغتان بمعنى ، يقال دبر {[71585]} النهار وأدبر {[71586]} . وأدبر الصيف وأدبر ، وكذلك قبل وأقبل . فإذا قالوا : أقبل الراكب وأدبر " لم يقل إلا بالألف " {[71587]} . وقيل : معنى ( إذا أدبر ) {[71588]} أي : إذا أدبر النهار ، وكان في آخره {[71589]} . وسأل الرجل ابن عباس عن قوله : ( والليل إذا أدبر ) فقال : امكث ، فلما سمع الأذان [ الأول ] {[71590]} قال : هذا حين دبر الليل {[71591]} .


[71578]:- ث: زوجها (تحريف).
[71579]:- تفسير القرطبي 19/84 وانظر اللسان: سفر.
[71580]:- ث: البصرين.
[71581]:- ث: إذا اولى. وانظر مجاز ابن عبيدة 2/275-76 والغريب لابن قتيبة 497 وجامع البيان 29/162، وتفسير الماوردي 4/351 وزاد المسير 8/410.
[71582]:-م: أبو عبيدة.
[71583]:- في جميع النسخ: إذا دبر. وكذا هي في إعراب النحاس 5/71. قال القرطبي في تفسيره: 19/84: "واختار أبو عبيدة: "إذا أدبر" قال: لأنها أكثر موافقة للحروف التي تليه، ألا تراه يقول (والصبح إذا أسفر) فكيف يكون أحدهما "اذ" والآخر "اذا" وليس في القرآن قسم تعقبه "إذ" وإنما يتعقبه "إذا" ا. ﻫ.
[71584]:- أ، ث: اذا سفر. والذي في المتن هو قراءة العامة في تفسير القرطبي 19/84 وقراءة الجمهور في البحر 8/378 وفيهما وفي المحرر 16/164 عن عيسى بن الفضل وابن السميفع أنهما قرءا: إذا سفر. وقد كتبت هذه خطأ في النسخة المطبوعة من المحرر هكذا وإذا أسفر".
[71585]:-ث، أ: ادبو.
[71586]:- معاني الفراء 3/240 والأخفش 2/719 والزجاج 5/248 قال: "وكلاهما جيد في العربية" وكتاب: "ما جاء على فعلت وأفعلت بمعنى واحد ص: 39. وتفسير الماوردي 4/351 وزاد المسير 8/409.
[71587]:- حكاه الفراء في معانيه: 3/204 وذكره الطبري في جامع البيان: 29/162 عن بعض الكوفيين. قال الفراء: "و إنهما في المعنى عندي لواحد، لا أبعد أن يأتي في الرجل ما أتى في الأزمنة".
[71588]:- وهذه قراءة عامة قرّاء المدينة والبصرة في جامع البيان 29/162، وقراءة نافع وحفص عن عاصم وحمزة في السبعة: 659.
[71589]:-هو قول أبي عبيدة في مجازه: 2/275.
[71590]:- ساقط من م.
[71591]:- المحرر 16/164 وتفسير القرطبي: 19/84.