تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

ولهذا قال : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } أي : من يرقيه من الرقية لأنهم انقطعت آمالهم من الأسباب العادية ، فلم يبق إلا الأسباب الإلهية{[1299]} . ولكن القضاء والقدر ، إذا حتم وجاء فلا مرد له .


[1299]:- في ب: فتعلقوا بالأسباب الإلهية.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

وقوله - سبحانه - : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } بيان لما يقوله أحباب الإِنسان الذى بلغت روحه التراقى ، على سبيل التحسر والتوجع واستبعاد شفائه . و { من } اسم استفهام مبتدأ . و { راق } خبره ، وهو اسم فاعل من الرُّقية ، وهى كلام يقوله القائل ، أو فعل يفعله الفاعل من أجل شفاء المريض .

والمراد به هنا : مطلق الطبيب الذى يرجى على يديه الشفاء لهذا المحتضر .

أى : اذكروا - أيها الناس - وقت بلوغ الروح نهايتها ، ووقت أن وقف من يهمهم أمر المريض مستسلمين لقضاء الله - تعالى - وملتمسين من كل من بيده شفاء مريضهم ، أن يتقدم لإِنقاذه مما هو فيه من كرب ، ولكنهم لا يجدون أحدا يحقق لهم آمالهم .

قال الآلوسى : قوله : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } أى : وقال من حضر صاحبها ، من يرقيه وينجيه مما هو فيه ، من الرقية ، وهو ما يستشفى به الملسوع والمريض من الكلام المعد لذلك ، ولعله أريد به مطلق الطبيب ، أع من أن يطب بالقول أو بالفعل . . والاستفهام عند البعض حقيقى . وقيل : هو استفهام استبعاد وإنكار . أى : قد بلغ هذا المريض مبلغا لا أحد يستطيع أن يرقيه .

وقيل هذا الكلام من كلام ملائكة الموت . أى : أيكم يرقى بروحه ، أملائكة الرحمة ، أم ملائكة العذاب ، من الرقى وهو العروج . والاستفهام عليه حقيقى .

ووقف حفص رواية عن عاصم على { من } وابتدأ بقوله : { راق } وكأنه قصد أن لا يتوهم أنهما كلمة واحدة ، فسكت سكتة لطيفة ، لتشعر أنهما كلمتان .