فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

{ قيل } هذا الفعل وما بعده من الفعلين معطوف على بلغت { من راق } أي قال من حضر صاحبها من يرقيه ويشتفي برقيته ، قال قتادة إلتمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا وبه قال أبو قلابة ومنه قول الشاعر :

هل للفتى من بنات الموت من واق ؟ أم هل له من حمام الموت من راق ؟

وقال أبو الجوزاء هو من رقى يرقى إذا صعد والمعنى من يرقى بروحه إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ، وقيل إنه يقول ذلك ملك الموت وذلك أن نفس الكافر تكره الملائكة قربها ، وقال ابن عباس : في قوله { وقيل من راق } قال تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب ، وهذا الاستفهام يجوز أن يكون على بابه وأن يكون استبعادا وإنكارا ، وراق اسم فاعل إما من رقى يرقي بالفتح في الماضي والكسر في المضارع من الرقية وهي كلام معد للاستشفاء يرقى به المريض ليشفى ، وفي الحديث " وما أدراك أنها رقية " ( {[1666]} ) ، يعني الفاتحة وهي من أسمائها ، وإما من رقي يرقى بالكسر في الماضي والفتح في المضارع من الرقي وهو الصعود ، يقال رقى بالفتح من الرقية وبالكسر من الرقي .


[1666]:سبق شرحها في تفسير سورة الفاتحة.